أعلن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، انه أعطى السلطات النمساوية مهلة جديدة "أخيرة" لمدة أسبوعين تنتهي في 6 أفريل القادم، لتنفيذ شروطه لإطلاق سراح الرهينتين النمساويتين اللذين يحتجزهما التنظيم قبل أكثر من شهر، مهددا بقتلهما إذا لم تنفذ مطالبه. وجاء ذلك في رسالة جديدة بعنوان "آخر مهلة" نشرها تنظيم "القاعدة" على الانترنت ونقلتها مواقع إسلامية الكترونية أمس، وحذرت القاعدة فيها "النمسا وتونس والجزائر من أنها ستكون مسؤولة عن حياة الرهينتين". وأضافت الرسالة متوجهة إلى الرأي العام النمساوي "إذا كانت دولتكم تدعي أنها قلقة على أمن مواطنيها وتعتذر لأن الوقت المعطى (المهلة) غير كاف فإن المسلحين يعرضون فرصة ثمينة ونهائية لإنقاذ حياة الرهينتين".وقال بيان "القاعدة" إن الخاطفين لم يغيروا من مطالبهم وجاء فيه "إن شروط المسلحين المتعلقة بالإفراج عن بعض معتقلينا مقابل الإفراج عن الرهينتين تبقى هي نفسها دون تغيير حتى ولو كتبت بعض الصحف المعتادة على الأكاذيب أمورا أخرى". وفي ذلك إشارة إلى تقارير إعلامية رجحت مؤخرا إن الخاطفين يتجهون للتمسك فقط بمطلب دفع فدية لإطلاق سراح الرهينتين، لكن تأكيدات الخاطفين الجديدة أنهم يبقون على مطلب إطلاق سراح رفاقهم المسجونين، لم يمنع بعض المتتبعين من الجزم بأن ذلك مجرد كلام استهلاكي موجه للاستغلال الإعلامي للحادثة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن مصدر دبلوماسي في العاصمة المالية باماكو قوله إنه "من البديهي أن شرط إطلاق سراح الإرهابيين في سجون الجزائر وتونس خارج النقاش"، ويؤكد أن الأوساط القريبة من الملف تلاحظ أن الفدية وهي المطلب الثاني الذي قدمه الخاطفون لفيينا، تصبح يوم بعد يوم "هي المطلب الأساسي" المرفوع، قبل أن يطرح السؤال "لكن كيف يتم إحضار الفدية وتسليمها للخاطفين وكيف يتم تأمين عملية استلام الرهينتين منهم"؟. وهو الهاجس الذي يؤرق فيينا ويعقد، حسب ما نقلته فرانس براس عن مصدرها الدبلوماسي، مهمة المفاوضين النمساويين المكلفين بالملف لأنهم لم يجدوا حتى الآن وسيطا مؤهلا تماما لإنجاح مساعي إطلاق سراح الرهينتين، وسيط يرونه وفق مقاييس معينة حددها النمساويون، وهو أن يكون "اتصال مباشر وميداني، طويل وآمن، مع الخاطفين .. لأجل دفع المفاوضات الى الأمام"، وأضاف "لكنه غير موجود الآن.. برغم أن هذا مهم". ويبدو أن نفي نجل الزعيم الليبي، سيف الإسلام القذافي، أن يكون قد لعب أي دور "مباشر أو غير مباشر" في القضية، بخر كثيرا من الآمال التي ظلت عالقة خلال الأيام الماضية. وقبل الكشف عن بيان "القاعدة" الجديد كان المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية، بيتر لاونسكي، أعلن عن تمديد المهلة إلا انه رفض إعطاء تفاصيل حول المباحثات الجارية مع الخاطفين خصوصا في مالي، حيث يعتقد ان الرهينتين موجودتان بحسب معلومات تنفيها باماكو رسميا، وقال إن فيينا لا تزال تأمل في الإفراج عن النمساويين بعد انتهاء المهلة السابقة.