لفت آلاف من مستخدمي الانترنت في الأيام الأخيرة النظر إلى ظهور عشرات من "الأفلام التحريضية" التي قامت الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بتصويرها حول بعض أنشطتها التخريبية في الجزائر، داخل بعض المواقع الإلكترونية البعيدة عن الشبهة الأمنية وذات التوجهات الفنية "والاباحية" أحيانا. وكانت بعض اللقطات المصورة مثل حادثة اختطاف عون السجن بتيزي وزو "محمد مرسلي" واستنطاقه من طرف عناصر القاعدة بمنطقة القبائل، وكذا الخطابات التحريضية التي تشرح توجهات التنظيم الإرهابي الملقاة من طرف زعيمها عبد المالك درودكال أبو مصعب عبد الودود، قد غزت بشكل مفرط قد يكون ممنهجا داخل مواقع الكترونية واسعة الانتشار والإقبال من طرف الشبان والمراهقين على غرار موقع "اليوتيب" -you tube- الذي يعتبر حسب متتبعين من أكبر المواقع شهرة في الجزائر والعالم، لاحتوائه على كل ما ينتجه العالم من أغان موسيقية وكليبات غنائية ولقطات كروية وحتى رقصات العري الشرقي والأفلام الخليعة الملتقطة من طرف المراهقين بواسطة "البلوتوت" داخل الجزائر وخارجها، باعتبار أن موقع "اليوتيب" من أكبر المواقع المقصودة رفقة موقع "ڤوڤل" فيديو. وبحسب متتبعين لاستخدامات الانترنت فإن توفر هذا الموقع على تقنية التحويل المسماة (آف.آل.بي) القادرة على ضغط أفلام الفيديو إلى مقامات صغيرة، يمكّن أيضا مستخدمي الموقع والشبكة العنكبوتية عموما من تحميل تلك الأفلام بسهولة ويسر إلى الأجهزة النقالة بعد تحويلها إلى أفلام وصور (جي . باڤ)، ما يحول تلك المصورات من مرحلة المشاهدة الثابتة عبر الجهاز إلى مشاهدة متنقلة ومتداولة بشكل مفتوح عبر الهواتف النقالة. وهنا يقع الخطر من الترويج لأفكار التنظيم الإرهابي لدى المراهقين اليائسين والشبان المغرر بهم، خاصة أنه يمكن لأي "شخص" أن يصب أفلام الفيديو التي يريد في موقع "اليوتيب" شريطة تسجيل اشتراكه ما يمكن من تحديد موقع الصب في حال تركيز المراقبة الأمنية الالكترونية المفترض أنها تحت المتابعة، وتكمن الصعوبة في كون الموقع المستهدف بأنشطة القاعدة التحريضية والتخريبية ليس مسؤولا عما يبثه مشتركون مجهولون، رغم أن نشر تلك الصور والأدبيات المسموحة ممنوع من الناحية القانونية، حيث يمكن لمعارضة ثلاثين مشتركا على الصور المثبوتة المروّجة للأفكار الإرهابية الهدامة في الجزائر ان تدفع إدارة الموقع لسحب ومنع تلك المواد المروّجة، وهو مالم يحدث خلال اليومين الماضيين على الأقل، فيما يمكن للسلطات الجزائرية التدخل لدى أصحاب هذه المواقع كي لا تتحول إلى منابر دعائية مفتوحة للتنظيم الإرهابي رقم واحد في العالم. أ. مير