تشفير الاتصالات الداخلية وتعليمات للإبحار الآمن في الأنترنت وجّهت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" ما اعتبرته "نصائح أمنية" لكل أعضاء تنظيمها حتى لا تتمكن قوات الأمن من متابعة أنشطتهم الإلكترونية ورصدها عبر نوادي الأنترنت والمنتديات الجهادية، وذلك لضمان نشر بيانات الجماعة وتتبع أخبارها وأنشطتها دون تعرض الناشطين للاعتقال والتوقيف. وأوضحت الوثيقة التي نشرها تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي" على موقعها الالكتروني الطرق "الكفيلة بتجنب الاختراقات" الإلكترونية التي تؤدي غالبا إلى رصد مواقع المشبوهين ومعرفة الأماكن التي يرتادونها، وهو ما يسهل إلى حد كبير عملية اعتقالهم وتحجيم أنشطتهم واستباقها، بفعل التقنيات الكبيرة المحرزة في مجال مراقبة المعلومات وتدفقها عبر الشبكة الانترنت. وحذّرت الوثيقة أعضاء التنظيم والمتعاطفين معه من التسجيل في المنتديات باستعمال عنوان الأنترنت (إي بي)، لأن - كما تقول- كثيرا من المواقع الجهادية يتم اختراقها فتُكتشف فيها العناوين الإلكترونية للمشاركين فيها، أو يتم تقديم هذه العناوين مباشرة من المؤسسة المضيفة للمصالح الأمنية بناء على طلب من هذه الأخيرة، كاشفة أن نوادي الأنترنت تُعتبر المكان الأكثر أمنا لنشر البيانات، ولكن بشرط أن تكون المقاهي بعيدة عن منطقة النشاط ومتنوعة من جهة، ومع تجنب المكث فيها أكثر من مدة نشر البيانات أو الأخبار من جهة أخرى. وحذرت الرسالة في نفس السياق من المواقع "الجهادية" التي تُنشئها المخابرات الأمريكية لاصطياد كما أضاف البيان المتعاطفين مع العمل المسلح في العالم. وشددت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" على تجنب تزويد المنتديات بأدنى شيء يمكن أن يُستغل للتعرف على هوية الشخص، سواء كان اسما أو كنية أو تاريخ ميلاد أو مكان إقامة، كما أوصت بتجنب ذكر المعلومات التي تسمح بتحديد مكان ناشرها، والتأكيد على ضرورة مسح آثار الإبحار في الشبكة وإعادة تشغيل الجهاز بعد القيام منه، وتجنب استخدام نفس كلمة السر في المنتديات حتى لا يسهل اختراقها دفعة واحدة. وبحسب بعض المنتديات التي تتابع أخبار التنظيمات المسلحة، فإن الجماعة السلفية للدعوة والقتال قد تلجأ إلى تشفير رسائلها الداخلية، على خلفية أن تنظيم "القاعدة" كان قد تمكن قبل بضعة أشهر من تشفير مراسلاته الداخلية تفاديا للاختراقات الإلكترونية، مع السعي الحثيث للأنظمة العالمية لتطويق "الجهاد الإلكتروني" الذي صار أكبر رافد للعمليات المسلحة، من حيث الإعلام والتشهير والدعاية. وتسعى المصالح الأمنية إلى اعتماد أحدث الوسائل التقنية لرصد نشاط "الجماعة السلفية" عبر الشبكة العنكبوتية، على أساس أنها أصبحت ميدان حرب استخدمه التنظيم الإرهابي للدعاية والتجنيد، خصوصا بعدما ظهر تأثر بعض المراهقين بأدبيات التنظيم من خلال التسجيلات المصورة التي ترافقها أناشيد حماسية غالبا، لدفع المتعاطفين إلى الالتحاق بصفوف "الجماعة السلفية"، وهو ما أدى إلى محاصرة الموقع الرسمي للتنظيم وتدميره، قبل أن يتم إعادة بعثه من جديد. أسامة.أ