كشف الناطق الرسمي للطريقة القادرية للجزائر وعموم إفريقيا، الدكتور محمد بن بريكة، أن اتصالات مكثفة تجرى بينه بين العديد من شيوخ الزوايا من جهة وبين شيوخ المذهب الإباضي من جهة ثانية، وأنه تم الاتفاق المبدئي على عقد ملتقى وطني يعقد في غرداية. . يتناول البحث في كيفية إيجاد أرضية مشتركة للتقريب بين المذهبين المالكي والإباضي المكونين للهوية المذهبية الجزائرية. وحسب بعض المصادر، فإن الملتقى يعمل على إيجاد أرضية مشتركة لتوحيد الصفوف والتأسيس لخطة عمل مشتركة تضع في أولوياتها مواجهة أخطار التنصير التي تهدد الوحدة الاجتماعية والدينية للمجتمع. وحسب الخبير الدولي الدكتور بن بريكة، فإن دعوته الى الانتباه الى خطورة التنصير على الشباب لا توجد في منطقة القبائل بل الخطورة توجد في منطقة الجنوب الجزائري، وكان قد كشف عن مواقع هذه الخطورة في حوار ل "الشروق اليومي" عندما قال: "إن التنصير ينشط على ثلاثة محاور هي خط تمنراست- تيميمون ثم خط المنيعة- ورقلة ثم خط بجاية- تيزي وزو، وهو أضعف الخطوط الثلاثة في تقديري والمراهنة عليه خاسرة لأنه يقع في منطقة بها أكبرعدد من الزوايا والمساجد على المستوى الوطني". وقد يكون الإحساس بالخطورة التي يشكلها التنصير في الجنوب الدافع وراء استجابة الكثير من الخيّرين، وفي مقدمتهم، شيوخ الإباضية، للبحث عن السبل الكفيلة بمواجهة هذه المخاطر التي تراهن على هذه المناطق مستغلة قلة التنمية والوضعية السيئة للشباب، كما سيكون الملتقى فرصة لمشاركة المختصين من علماء الاجتماع والمحللين النفسانيين وكل المثقفين الذين لهم مساهمة في هذا المجال، حتى تكون الفائدة عامة، كما لم تستبعد مصادر لها صلة بالموضوع إمكانية دعوة علماء وممثلي مؤسسات عربية وإسلامية في المغرب، للاستفادة من تقاربهم سواء في ميدان التقريب بين المذاهب واستثمار الاختلافات في الإثراء الثقافي والتنوع الاجتماعي، زيادة على دراسة واستعرض التجارب الناحجة في مواجهة التنصير في بعض الدول. من جهة أخرى، يعمل الملتقى على استثمار النموذج الإباضي في إدارة وتسيير الشؤون الاجتماعية والثقافية، والذي أثبت نجاعته عبر السنوات والقرون الماضية، والمتمثل في نظام مجلس عمي سعيد أو ما يعرف بنظام العزابة، والعمل على توسيع مجاله إلى مناطق أخرى من الوطن، للاستفادة منه بأكبر قدر ممكن. ويأتي هذا الملتقى كخطوة أولى في إطار العمل المشترك والتعاون بين المذهبين المالكي والإباضي لخدمة المجتمع. بغداد. م