قالت مصادر أمنية ودبلوماسية مصرية، الأربعاء، إن مسؤولي مخابرات مصريين وقطريين التقوا في القاهرة في إطار مبادرة سعودية تهدف لإنهاء أزمة دبلوماسية بين البلدين مستمرة منذ عام ونصف العام، بسبب دعم الدوحة لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر. وأضافت المصادر أن رئيس المخابرات القطري الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني زار القاهرة يوم الثلاثاء، لمناقشة خطط لعقد اجتماع بين زعيمي البلدين في الرياض أو القاهرة في مطلع العام المقبل. وتضغط السعودية، التي قدمت مليارات الدولارات للحكومة المصرية كمساعدات على مدى عام ونصف العام، باتجاه عقد مصالحة مماثلة بين قطر ومصر. وكانت قطر من أبرز داعمي الرئيس المصري السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وتدهورت علاقتها مع مصر بعد إعلان الجيش عزل مرسي العام الماضي إثر انقلاب 3 جويلية، وشن حملة أمنية صارمة على جماعته. وتعتبر مصر والإمارات والسعودية الإخوان جماعة "إرهابية" ومصدر تهديد لأنظمة الحكم فيها. واستضافت قطر قادة الإخوان بعد عزل مرسي وهو ما أثار غضب مصر. وسحبت مصر سفيرها من قطر مثلما فعلت السعودية والإمارات والبحرين في وقت سابق هذا العام، لكن الدول الخليجية الثلاث أعادت العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة بموجب اتفاق نوفمبر. ولم تتخذ القاهرة إجراء مماثلاً بعد. وتزايدت المؤشرات في الأيام القليلة الماضية على أن جهود الوساطة السعودية قد تؤتي بثمارها. والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمبعوث لأمير قطر في القاهرة يوم السبت. وبعد ذلك أعلنت شبكة قنوات الجزيرة الإخبارية المملوكة لقطر وقف بث قناة (الجزيرة مباشر مصر) التي تهتم بالشأن المصري. وكثيراً ما أعلنت الجزيرة رفضها الاتهامات المصرية لها بأنها ناطقة بلسان جماعة الإخوان. وأثارت الجهود الدبلوماسية الحثيثة تكهنات بأن مصر قد تفرج عن ثلاثة صحفيين يعملون بقناة الجزيرة وصدرت ضدهم أحكام بالسجن بتهمة نشر الأكاذيب ودعم "منظمة إرهابية" في إشارة لجماعة الإخوان. من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب يوم الأربعاء، إن قضية الصحفي الاسترالي بيتر غريستي "قيد البحث" من مستويات عليا في الحكومة المصرية معربة عن أملها في إطلاق سراحه بنهاية العام الجاري. ويرفض السيسي التدخل في سير القضايا المنظورة بالمحاكم، لكنه ألمح الشهر الماضي إلى أنه قد يصدر عفواً عن غريستي وزميليه محمد فهمي الذي يحمل الجنسية الكندية والمصري باهر محمد. وقال مصدر دبلوماسي في الخليج لرويترز، إن المحادثات تطرقت أيضاً إلى الدور القطري في ليبيا التي تتنازع فيها حكومتان على الشرعية وهو ما يهدد بزعزعة استقرار الدول المجاورة. وأضاف أن المخابرات المصرية تتحقق مما إذا كانت قطر توقفت عن تمويل مزعوم لجماعات إسلامية في مصر قبل عقد أي مصالحة. وقال: "تدرك السلطات المصرية أن كل مطالبها لن تلبى على الفور.. لكن يجب أن تتأكد من أن قطر جادة ولا تقوم فقط ببعض التغييرات الشكلية".