الشرطة تسيّج بومرداس/ تصوير: علاء الدين.ب جندت مصالح أمن ولاية بومرداس أفراد شرطة من مصالح أمن ولايات الجنوب إضافة إلى موظفيها لضمان تغطية أمنية واسعة لموسم الاصطياف بهذه الولاية التي تعد من أهم معاقل تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". * * حصار أمني للطرقات والشوارع والشواطئ لضمان صيف آمن * * حيث تم تجنيد مختصين في تفكيك المتفجرات وفرقة أنياب (كلاب) مختصة في الكشف عن المتفجرات والأسلحة في مراكز أمنية تم نشرها في الشواطئ مع نصب حواجز أمنية بجميع مداخل الولاية وتخضع السيارات والمركبات للتفتيش والمراقبة.وتم هذه السنة إقحام العنصر النسوي في الشرطة في المخطط الأمني الصيفي مع فرض النظام في الشواطئ وخارجها، خاصة فيما يتعلق بالسلوكات غير الحضارية. * اليوم: جمعة... الوجهة، ولاية بومرداس.. رغم أن اليوم عطلة إلا أننا سجلنا ازدحاما في الطريق السريع المؤدي إلى الولاية في الساعات الأولى من الصباح، أغلب السيارات كانت على متنها عائلات ورجحنا من "حمولتها" أنها متوجهة إلى البحر في هذا اليوم الحار نسبيا وكانت مهمتنا محددة معاينة: الإجراءات الأمنية في هذه الولاية التي تعد المعقل الرئيسي لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" ومنطقة نشاط أهم الكتائب التي كانت مؤخرا وراء تصعيد إرهابي استهدف مهندسا فرنسيا وسائقه الجزائري وتائبا وجنود في اعتداءات متفرقة، ويخشى محاولات تنفيذ عمليات استعراضية للتشويش على موسم الاصطياف وإثارة الرعب.وقال مصدر أمني محلي، ان "بقايا" أتباع المدعو درودكال يسعون لتنفيذ اعتداءات إرهابية للتأكيد على وجودهم على خلفية الضربات الأخيرة التي أسفرت عن القضاء على أبرز وأقدم القياديين في التنظيم الإرهابي وتفكيك شبكات الدعم والإسناد.. وكان الاعتداء الانتحاري الفاشل على ثكنة ببرج الكيفان شرق العاصمة المسبوق باعتداء على مقهى يقع بقربه مؤشرا على تبني قيادة درودكال خطة جديدة تتمثل في استهداف أماكن عمومية لتضليل مصالح الأمن وإثارة الفوضى لتسهيل استهداف الهدف الحقيقي ما دفع أجهزة الأمن إلى مضاعفة الإجراءات الأمنية لإحباط أي مخطط إجرامي باستخدام المواد المتفجرة. * * الشرطة تطوق مداخل بومرداس و"مسح" لجميع السيارات الغريبة * سجلنا انتشار نقاط المراقبة في المداخل المؤدية إلى ولاية بومرداس، أفراد الأمن العمومي يطوقون المداخل وتخضع تقريبا كل سيارة يشتبه فيها إلى التفتيش والمراقبة حتى سيارات مواكب الأعراس "المشكوك" في تسلل عناصر إرهابية وسطها للإفلات من الرقابة، ورغم ارتفاع درجة الحرارة، إلا أن عناصر الشرطة كانوا وسط الطريق ولم ينزووا تحت الأشجار طلبا ل"الظليلة" تنفيذا للتعليمات الصادرة بالتحلي باليقظة، خاصة في هذه الفترة.. اقتربنا من أحد أفراد الشرطة الذي لاحظ ترددنا من بعيد للاستفسار منه عن وجهتنا ولاحظنا وهو يرد بأدب بعد ملاحظة ترقيم السيارة انه يضع يده على سلاحه... * وفي الطريق إلى الشاطئ المركزي ببومرداس، سجلنا مرور عدة دوريات متنقلة وأخرى مترجلة تضم عناصر الشرطة القضائية بأسلحتهم يقومون ب"تمشيط" الأحياء، خاصة التوقف العشوائي للسيارات ولاحظنا توقيفهم لبعض الشباب الذين كانوا يحملون حقائب وأكياس لتفتيشهم ومراقبة وثائق هوياتهم، وكان هناك آخرون كلفوا بمراقبة المطاعم والمحلات التجارية الواقعة بمحيط الشواطئ لمراقبة مدى مطابقتها لشروط النظافة. * وصلنا الشاطئ الذي يعرف إقبالا كبيرا من طرف العائلات القادمة من المدن الداخلية من البويرة، المدية، العاصمة، البليدة، ومن أحياء ببومرداس.. وتكون الساعة قد تجاوزت منتصف النهار عند دخولنا الشاطئ الذي كان يعج بالمصطافين أغلبهم عائلات كانت مرفوقة بأطفالها منتشرة على طول حوالي 600متر... في المدخل تم نصب حاجز أمني يمنع توقف السيارات ويوجه العائلات، وكان هناك شاب مرفوق بكلب طلب منه شرطي أن يقوم بتكميمه وربطه بالسلسلة حتى لا يهاجم الناس، خاصة الأطفال... أعين الشرطة أيضا على كل "الأشياء المشبوهة" أمام المدخل وعلى بعد أمتار يوجد مركز للحماية المدنية وبجواره مركز خاص بالمراقبة وحماية الشواطئ تابع للشرطة، وأوضح إطار من المصلحة الولائية للأمن العمومي بأمن ولاية بومرداس كان مرفوقا بممثل عن خلية الاتصال بأمن ولاية بومرداس خلال جولتنا أنه تم تجنيد أفراد شرطة خضعوا لتربصات في مجال العمل بالشواطئ وتم تدعيمهم بأفراد شرطة من ولايات الجنوب لضمان تغطية أمنية أكبر إضافة الى العديد من العناصر بالزي المدني. * * شرطيات لضمان راحة العائلات المصطافة * المركز لا يختلف عن مركز للأمن الحضري وسجلنا تردد العديد من المواطنين لطلب الماء البارد، وقالت شرطية تعمل به أنه يتم استقبال شكاوى المواطنين "لكننا حاليا نقوم بتوجيه المصطافين".. أفراد الشرطة العاملون هنا يرتدون الزي الخاص بالصيف، سروال قصير أبيض وقميص أبيض اللون وحذاء رياضي وقبعة صيفية بيضاء لتسهيل العمل، ولاحظنا أن جميع الأعوان مسلحون بالمسدسات الكهربائية "تازر" ومدعمون بأجهزة إرسال يعملون بنظام التناوب 24 ساعة على 24 ساعة، ولفت انتباهنا وجود العنصر النسوي في المركز، وكانت هناك شرطية تقود دراجة رباعية الدفع في دورية على طول الشاطئ مما أثار فضول العديد من العائلات، وقال مسؤول المركز عن ذلك، جاء استجابة لاحتياجات العائلات المصطافة التي تميل إلى التعامل مع المرأة الشرطية وهو ما سجلناه عند اقترابنا من بعض العائلات التي استحسنت وجود امرأة شرطية في الشاطئ "لسهولة الاتصال". * رافقنا الدورية المترجلة على طول الشاطئ، أفراد الشرطة كانوا يحرصون على توجيه العائلات لمراقبة أطفالها الصغار بعدم الإبتعاد كثيرا مع "التغلغل" وسط الشمسيات لفرض قواعد الصحة والنظافة، حيث منع الباعة المتجولون من التجارة في الشواطئ لمكافحة التسممات، وقال إطار بالمصلحة الولائية للأمن العمومي بأمن ولاية بومرداس إنه يتم توقيف الباعة وحجز سلعهم مع تحرير محضر وإحالة الملف على العدالة.. عمل الشرطة في الشاطئ حس ما عاينته "الشروق اليومي" يتمثل أيضا في فرض النظام والاحترام وسجلنا تنقلهم إلى الأماكن التي ينتشر فيها الشباب قرب العائلات لمنعهم من استعمال أجهزة الراديو، أو التحرش، أو... وقالت بعض العائلات التي تحدثنا إليها انها تشعر بالطمأنينة والارتياح عند رؤية أفراد الأمن يتجولون في الشاطئ. * * العراة ممنوعون من السير خارج الشواطئ * وكان من بين هؤلاء أعوان يحملون أجهزة كواشف ضد المتفجرات والمعادن، لكنها تتم بطريقة محتشمة، وعلمنا انه تم تجنيد فرقة الأنياب "لكننا نفضل القيام باستطلاع رفقة الكلب عند مغادرة العائلات أو قبل وصولها لعدم إزعاجها". * في أعلى المركز، يقوم شرطي بعملية مسح للشاطئ بواسطة منظار، وكشف إطارالشرطة الذي رافقنا أنه تم دعم المركز بمنظار صباحي وآخر ليلي لضبط كل التحركات المشبوهة. * ويمتد المخطط الأمني الى واجهة البحر التي تم التركيز عليها بشكل لافت لما تعرفه من حركة كثيفة، خاصة في الفترات المسائية، وسجلنا عند خروجنا من الشاطئ شرطيا ينصح شبابا كانوا يتجولون في الشارع الرئيسي عاريي الصدر بارتداء قمصانهم "احتراما للعائلات" ولم يعارض هؤلاء ذلك واستجابوا للنصيحة.. واضطرنا في الطريق إلى التوقف عدة مرات ليتمكن زميلي المصور من التقاط صور وكنا كل مرة نفاجأ بسيارة الشرطة تلاحقنا قبل الكشف عن هويتنا، وتم رصد كل السيارات المتوقفة على طول الطريق وطردها. * في الخارج، كان أفراد الشرطة حاضرين أيضا، خاصة في المساحات العمومية والحديقة المركزية التي تعرف توافد العائلات عليها في المساء مع أطفالها، كما تم تأمين نقاط المواصلات التي تعرف إقبال المسافرين، خاصة المحطة المركزية التي تربط بومرداس بالعاصمة وتيزي زو، حيث تم استهداف نقطة مراقبة باستعمال قنبلة تقليدية على بعد أمتار من هذه المحطة، إضافة إلى تأمين محطة النقل بالسكك الحديدية.. غادرنا المنطقة وكانت بعض العائلات تستعد للعودة، بينما كانت تستعد أخرى للاستجمام ليبقى مطلبها توفيرالأمن.. شرطة بومرداس رفعت شعارا: ستبقى عيونا لاتنام.