طالبت عائلة سعيدي القاطنة بوهران، السلطات الإسبانية بكشف حقيقة وفاة ابنها "عمر" ذي ال24 ربيعا داخل سجن بمدينة برشلونة، على خلفية تقرير الطب الشرعي الذي أشار إلى احتمالية قتله عمدا. كشف التقرير الطبي، الذي تحوز "الشروق" نسخة منه، أن وفاة المغترب الجزائري عمر سعيدي داخل سجن برشلونة، كان بسبب نقص الأوكسجين، حيث يقول والد الضحية بأن ابنه تعرض ل"الخنق" قبل مماته، والمتواجدون في قفص الاتهام هم 5 حراس وطبيب، مضيفا بأن معلومات بلغته، تؤكد أن "أحد الحراس مغربي متحصل على الجنسية الإسبانية". وطالب والد عمر السلطات الجزائرية بالتعاون مع نظيرتها الإسبانية لغرض فك لغز وفاة ابنه، ومعاقبة المتورّطين في مقتله، علما أنّ القضية محل تحقيق منذ العام الماضي، لكن دون محاكمة المتهمين فيها إلى حدّ الساعة. هذا وكان الشاب عمر سعيدي، حسب رواية والده محمد قد تنقل إلى إسبانيا عبر المغرب، أين عاش سنوات في أليكانت ثم تنقل إلى برشلونة قبل أن يتزوج بإسبانية، حيث، بقيت الأمور على حالها إلى حين مكالمة المرحوم لوالده العام الماضي بأنه دخل السجن ببرشلونة، والسبب يقول الوالد أنه مجهول لحد الساعة، مرجحا فرضية مشكلة مع الزوجة الإسبانية. وأوضح والد عمر، بأن فترة سجن فلذة كبده التي قاربت السنة، ميزّها توتر في علاقته بحراس السجن، "ففي كل مرّة يتحدث فيها معي عبر الهاتف، يقطع الاتصال كي لا يسمع الحارس المارّ بجانبه حديثنا...، هكذا استنتجت أن العلاقة كانت متوترة بينهم".. وتابع المتحدّث: "عمر كان لا يحتمل الذلّ والمهانة، لذلك يدخل في كل مرّة في مناوشات مع الحراس". محمد سعيدي، تساءل بمرارة عن الدوافع الكامنة وراء قتل ابنه، عن طريق خنقه داخل الزنزانة، حيث طالب بمعاقبة الجناة، بعد ما أشار التقرير الطبي إلى فرضية إزهاق روحه عمدا، إذ جاء في تقرير الطب الشرعي المحرّر باللغة الإسبانية: "لم تسفر النتائج المخبرية التحليلية عن نتائج ذات أهمية تدل على أسلوب وظروف الوفاة.. لكن هناك احتمالا أن سبب الوفاة هو نقص الأ،كسجين لديه نتيجة الخنق". عائلة سعيدي بوهران، التي ماتزال تتجرّع بمرارة آلام الوفاة الغامضة لابنها داخل سجن ببرشلونة، ذكرت بأن محكمة بهذه المدينة، طلبت نسخا جديدة من قرص "دي في دي" تحمل مقاطع فيديو عن ظروف وفاة الشاب عمر، لكن المقاطع المقدّمة تقول عائلة سعيدي من طرف إدارة السجن "كانت رديئة للغاية".