أفادت مصادر مؤكدة أنّ قاضي التحقيق بمقاطعة مارتورال ببرشلونة الإسبانية، باشرت التحقيق في مقتل الشاب »الحراق« سعدي عمر الذي ينحدر من وهران، والذي عثر عليه ميتا داخل سجن بريونس ببرشلونة، حيث تم استدعاء 6 حراس وطبيب السجن للتحقيق معهم الإثنين المقبل بعد رفع شكوى من قبل عائلة الضحية التي سافرت إلى إسبانيا لهذا الغرض. أفادت مصادر مقربة من عائلة الضحية، أن هذه الأخيرة سافرت إلى برشلونة منذ 15 يوما بعدما وافق القنصل الإسباني بوهران على إثر الاحتجاج أمام القنصلية بمنح الوالدين التأشيرة، وقد تم تقديم شكوى لدى القنصل الجزائري ببرشلونة الذي التقى رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الجزائريين يوم الأربعاء الماضي، ليتقرر رفع شكوى رسمية وفتح تحقيق من قبل العدالة، وتم تكليف محامي إسباني بمهمة مباشرة الإجراءات ومتابعة القضية على نفقات السفارة الجزائرية بإسبانيا حسب ما ذكرته ذات المصادر. وتعود تفاصيل الحادثة إلى تاريخ 22 أفريل الفارط، حيث اتصلت زوجة الضحية الشاب سعدي عمر البالغ من العمر 23 سنة بعائلته بوهران، مفيدة بوفاته داخل السجن، وقد طالبت العائلة بتقرير الطب الشرعي ليتبين لها أنه مات مشنوقا، وتبعا لذلك تم توجيه اتهام لحراس السجن بقتله، فيما أشارت إدارة السجن الذي كان يقضي فيه عقوبته بتهمة الشجار والاعتداء على مواطن إسباني، بأنه انتحر شنقا، وحصلت قاضي التحقيق على الملف الكامل الخاص بالقضية لتقرر الإستماع لحراس السجن والطبيب وفقا لمقتضيات التحقيق، خصوصا وأن الشاب ومن خلال اتصالاته الهاتفية بعائلته كل أسبوع كان يؤكد أنه كان يتعرض لمعاملة سيئة من قبل حراس السجن، كما أكد بعض النزلاء بنفس المؤسسة العقابية الذين تمكنت العائلة من الاتصال بهم أنه كان فعلا يتعرض لمعاملة سيئة ويحال على الحبس الإنفرادي، ما أكد شكوك العائلة بخصوص قتله نافية أن يكون ابنها انتحر، مع العلم أن جثمانه تم إحضاره بعد 11 يوما من الوفاة وتم دفنه على مستوى مقبرة عين البيضاءبوهران، وتنتظر العائلة بفارغ الصبر نتائج التحقيق. وكان الشاب عمر سعدي قد هاجر إلى إسبانيا عن طريق »الحرقة« على متن زورق مطاطي بعد 4 محاولات فاشلة منذ كان سنه 16 سنة بعدما ترك مقاعد الدراسة، وفي إسبانيا تزوج إسبانية وأنجب منها ولدا في عامه الثالث حاليا، ليتشاجر مع مواطن إسباني ويدخل عقبها السجن.