يقدّم عضو المؤتمر الوطني العام الليبي عن مدينة درنة، النتائج التي خلفها القصف المصري على المدينة، ويؤكد في هذا الحديث مع "الشروق" أن العلمية خلّفت 8 قتلى من سكان المدينة، ويطالب المعني الجزائرَ بالتدخل لوقف العمل العسكري المصري. كيف تنظرون إلى العملية العسكرية المصرية في التراب الليبي؟ ما قام به الجيش المصري من استهداف للتراب الليبي، هو تعقيد للمشهد السياسي وإفشال للحوار الذي انطلق في مدينة غدامس.
ماهي الأماكن التي استهدفتها الضربات الجوية للجيش المصري؟ أنا كنائب عن مدينة درنة، أطالب بندب المحامي العام لمحكمة الجبل الأخضر الواقعة تحت سطوة من يُسمى حفتر، لمعاينة آثار القصف المصري، لأن الذي وقع هو قتل للأبرياء، وأحيطكم علما أن عدد الضحايا قد بلغ 8 أشخاص، هم 3 أطفال وفتاة في العشرين من العمر، ومسنّان وشاب فصل رأسه عن جسده قدم إلى المدينة من أنقرة التي يدرس بها، والضحايا من عائلات معروفة كالخرفوشي والعوامي وأبو شيبة، مع تسجيل تدمير ل20 منزلا سكنيا جراء القصف.
لكن درنة تحولت إلى ملاذ خصب للجماعات الإرهابية على غرار داعش وأنصار الشريعة؟ الصورة المنقولة عبر وسائل الإعلام ليست دقيقة، وفيها الكثير من المبالغة، الحقيقة أن بمدينة درنة متطرّفين كغيرها في الوطن العربي، لكن أقول إن ما يحدث في درنة من انفلات أمني سببه الانقلاب والإرهاب والاستبداد.
ماذا تقصد بالثالوث التي تتحدث عنه؟ ما تتعرض له درنة من الانقلابيين يقوده حفتر والسيسي، أما الإرهاب فهي العناصر الليبية أو القادمة من الخارج، لأن الإرهاب يتحرك بين الدول ولا وطن له، وعندما نتحدث عن الاستبداد نؤكد على الوضع الذي عاشته المدينة طيلة عقود في ظل حكم جائر من نظام القذافي.
أنت تهوّن الأمر وماذا عن الصور التي تظهر استعراضات عسكرية لتلك التنظيمات الإرهابية؟ لا ننكر أن هنالك متطرفين، لكننا ننكر المعالجات الصورية للمشكل الأمني في المدينة، ومن ذلك العدوان المصري الذي سيزيد المشهد الليبي تأزما، وأقول إن الذي حرّض علينا وأعطى الذرائع هو المتطرف والإرهابي، والذي قصفنا إرهابي، الأزمة الليبية سببها من لا يؤمن بالدولة الليبية الحديثة من المتطرفين والمتدخلين والإرهابيين.
هنالك حديث عن تدخل عسكري بري للجيش المصري.. كيف ستتعاملون مع هذا التطور؟
طالبنا المجتمع الدولي كالأمم المتحدة والجامعة العربية، بالقيام بدورها وهو حماية الشعب الليبي والتراب الليبي من العدوان المصري، لأن استهداف ليبيا وهي دولة محورية في المنطقة من شأنه أن يؤثر في دول الجوار، كما ندعو الإخوة في الجزائر للمضيّ قدُماً والدفع نحو الحوار ووقف العدوان كما فعلت في الجامعة العربية برفض المقترح العربي بتسليح الجيش الانقلابي لحفتر.