تستوقفنا اليوم محطة أخرى للذاكرة وللأسماء الخالدة، نبدأها على حد قوله "بلا شفقة يا عيني أبكي"، وتمر الأيام بسرعة، تنطفئ شموع وتشتعل أخرى، وتبقي الكثير منها مشتعلة رغم أن أرواحها قد أفلت، ملهم آخر سطع نوره حتى لامس أضواء الشهرة في فترة وجيزة، وصنع لنفسه حيزا كبيرا بين كبار فن الشعبي الأصيل، وبالرغم من الحداثة التي مست أغلب الطبوع، إلا أنه حافظ على التقليد في هذا النوع وهو الكلام العذب والهادف بعيدا عن ضوضاء التكنولوجيا والصوت المتصنع، وكان بحق التلميذ المجتهد في مدرسة الشعبي، حذا بذلك حذو عمالقته في الجزائر، هو رمز آخر للفن النبيل الراقي المهذب، الذي عطره الحس العذب والإحساس المرهف، نصل اليوم الى الابن البار للشعبي "كمال مسعودي".