تشهد مؤخرا مدينة قصر البخاري جنوب ولاية المدية ضعفا في التغطية الأمنية ببعض الأحياء البعيدة عن وسط المدينة، وبات الخوف يخيّم على كل من يمر ببعض المناطق شبه المعزولة، ووسط سكوت السلطات المعنية عن عصابات المنحرفين وأشخاص يفرضون منطقهم على الآخرين لدرجة بات الموظفون في المؤسسات العمومية كالمدارس والإدارات مهددين حتى داخل هذه المؤسسات. وبعد الإضراب الذي قام به موظفو بلدية قصر البخاري في سنة 2014، احتجاجا على تسلل المنحرفين ومتعاطي المخدرات لمقرات عملهم وتهديدهم يوميا بأسلحة بيضاء، والفوضى التي شهدتها إحدى الثانويات مؤخرا، لا يزال الوضع على حاله، حيث دخلت قصر البخاري في حالة من الفوضى حتى من طرف باعة الأرصفة الذين دفعوا بالمواطنين للسير وسط طريق السيارات وهذا مشكل آخر يعاني منه سكان المنطقة يوميا. الغرباء عن قصر البخاري لا يسلمون في الغالب من الاعتداء والسرقة وكأن الأمن مغيّب تماما، حيث أصبحت السوق الأسبوعية محل استقطاب محترفي"النشل" والاعتداء بالأسلحة للسرقة بالعنف. من جهتهم سائقو"الطاكسي" بمحطة النقل البري جنوب غرب قصر البخاري، لا يحق لهم البقاء في هذه المحطة بمجرد حلول الظلام، لأنها خط أحمر بعد الساعة السابعة مساء، ومن يتجرأ فمصيره السرقة أو اعتداء قد يدخله مصلحة الإنعاش، وأي غريب أو مسافر يبقى بعد هذه الساعة يلقى نفس المصير، حيث طالب سائقو سيارات الأجرة بضرورة توفير الأمن في هذه المحطة ليلا، والتي يأتي إليها مسافرون من ولايات الجلفة، تيارت وسطيف. وأمام هذا الوضع، يناشد سكان قصر البخاري المدير العام للأمن الوطني، انتشال مدينة قصر البخاري من حالة الفوضى وغياب الأمن بدءا بحملة شاملة ضد مروجي المخدرات، الذين احتلوا الحدائق العمومية والأزقة الضيقة والسكنات المهجورة ووضع نقاط أمنية في بعض الأماكن التي يتردد عليها المواطنون حتى في الساعات المتأخرة من الليل.