تشهد المحطات البرية لنقل المسافرين بمختلف بلديات ولاية بومرداس منها دلس وقورصو وبودواو وبرج منايل والثنية وخميس الخشنة.. وغيرها طيلة أيام الأسبوع، مما أوجد جوا مناسبا وملائما لظاهرة السرقة وانتشار مذهل للصوص والمجرمين الذين خلقوا جوا من الرعب والذعر في نفوس قاصدي محطات نقل المسافرين. هي عصابات من الأشرار يقودها قصر وشباب وحتى كهول ونساء أضحت اليوم تهدد أمن وسلامة المواطن، وذلك من خلال توفر البيئة المناسبة للتوغل وسط حشود المواطنين لممارسة نشاطهم الإجرامي من سرقة واعتداءات، سواء باستعمال الحيل وخفة اليد، أو بالاعتداء المباشر تحت التهديد بالأسلحة البيضاء. هذا ويتعرض كل من قصد محطة نقل المسافرين لبودواو أو زموري أو عاصمة الولاية بومرداس لمضايقات من طرف منحرفين امتهنوا السرقة بمختلف أنواعها من سطو على ممتلكات الأشخاص والتي تطال بالدرجة الأولى الهواتف النقالة والمجوهرات، الأموال وكل الأغراض الثمينة، حيث يغتنم هؤلاء اللصوص فرصة تدافع المسافرين أمام الحافلة قصد الظفر بمقعد، مما يجعلهم يفقدون ممتلكاتهم بسهولة أمام احترافية وخفة أيدي المنحرفين الذين تفننوا في هذا النشاط، ومقابل ذلك نجد المواطن يقف مكتوفي الأيدي وغير قادر أو بالأحرى عاجز عن المقاومة والتصدي لأفراد هذه العصابات التي تتفنن بأشكال مختلفة في السرقة. وقد أضحت ظاهرة الاعتداءات المرفوقة بالسرقة والنهب في محطات نقل المسافرين بالولاية هاجسا يوميا وخطرا حقيقيا بات يهدد حياة المواطنين في ظل غياب الأمن الذي سمح باستفحال هذه الظاهرة .. لتبقى وعود الجهات الوصية بتوفير الأمن والشروط الضرورية لضمان أمن وراحة المواطنين والناقلين على حد سواء يظهر للعيان عكس ذلك، لتغدو هذه المحطات مجرد بؤر حقيقية لممارسة كل أنواع وأشكال الاعتداءات على المواطنين لتنجح بذلك في فرض منطقها. وتعتبر الفترات المسائية الأوقات المفضلة لتنفيذ مختلف مخططاتهم الإجرامية. من جهتنا اقتربنا من أحد المسافرين بمحطة النقل ببودواو فسألناه عن وضعية الأمن بالمحطة فعبر عن سخطه الشديد لغياب الأمن واستنكر بشدة عدم تدخل السلطات التي تبقى متفرجة للوضعية المزرية التي آلت إليه هذه المحطات، وقال بصريح العبارة “نروح نخسر 400 دج في الطاكسي ولا نركب حافلة ونلقى هاتفي النقال قد سرق مني…” محطة بودواو من أكبر المحطات التي تستفحل فيها ظاهرة السرقة التي يتفنن اللصوص في تنفيذها بأشكال متنوعة. فبالرغم من أن هذه المحطة تتوفر على الأمن إلا أن اللصوص والمنحرفين فرضوا منطقهم على الجميع فهم يستغلون الطريق المؤدي الى المحطة لتنفيذ عملياتهم الإجرامية، باعتبار أن هذا الطريق يسلكه المئات من المسافرين يوميا لاسيما الطلبة. وأكد أحد أعوان أمن المحطة أن هذا الطريق يسجل يوميا حالات اعتداء وسرقة آخرها الاعتداء الوحشي الذي تعرضت له طالبة جامعية من قبل منحرفين لم تستطع التعرف عليهم لخوفها الشديد، فضلا عن أن اللصوص كانوا ملثمين حيث أشهر أحدهم سلاحا في وجهها طالبا منها هاتفها النقال وما تحمله من مال وإن كان بيدها خاتم او برقبتها سلسلة ذهبية فلتقدمها لهم مهددين إياها إن هي بلغت بأنهم سينتقمون منها أو من أحد أفرادها وهو ما جعلها تسلمهم طلباتهم دون أن تبلغ عنهم لدى مصالح الأمن بالرغم من إصرار عائلتها على ذلك. شأنها في ذلك شأن كل مواطن يتعرض لعملية اعتداء وسرقة إذ بمجرد أن يتخلص من مخالب هؤلاء المجرمين يواصل حياته وكأن شيئا لم يحدث له خوفا من أن يتعرض لاعتداء أشد من ذلك. هذه عينة من الضحايا الذين تعرضوا لعمليات نهب ممتلكاتهم واموالهم والتي تسلب أمام مرأى الجميع دون أن يتدخل أحد لردع هؤلاء المجرمين. لهذا يطالب المواطن باعتباره المتضرر الوحيد من هذه السلوكات غير الحضارية التي تمتهنها فئة تفتقر للضمير من مديرية النقل على وجه الخصوص باعتبارها القطاع المسؤول عن هذا الجانب، بضرورة توظيف أعوان للأمن تابعين لها، حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد حتى حياتهم، ويبقى الحل الأنسب في مثل هذه الآفات الاجتماعية والحد منها، هو تضافر جهود المواطنين من جانب، والاهتمام أكثر من الجهات المعنية من جانب آخر، حتى يتم استئصالها بشكل نهائي..