في سبيل "الحرقة".. اتصل العديد من »الحراقة« بعائلاتهم عند نجاحهم في الوصول إلى السواحل الإسبانية والإيطالية طالبين منهم تنظيم »المعروف« وإخراج »الوعدة« لوصولهم سالمين ونجاتهم من الغرق أو التوقيف. * وقالت العديد من العائلات في اتصال ب»الشروق« إنها تلقت بكثير من الارتياح والفرح مكالمات هاتفية لأبنائها »الحرّاقة« الذين غادر بعضهم، دون إعلامها، أنهم في إحدى البلدان الأوروبية التي لطالما راودهم حلم الوصول إليها دونما خوف من المجهول الذي قد يعترض طريقهم، أغلب هذه الشريحة من الشباب العاطلين عن العمل والبعض الآخر من القصر الذين يعيشون حالات اجتماعية سيئة. * وحسب بعض الأمهات ممن التقتهن »الشروق«، أن الوضع المزري والتهميش الاجتماعي هو من الأسباب الأساسية التي دفعت أبنائنا لسلك هذا الطريق الخطر وتحقيق ما لم يستطيعوا نيله في بلدهم الأم. وقالت السيدة (ر.ن)، إنها تلقت مكالمة من ابنها الأصغر، الذين خاطر بحياته للهرب من الوضع الاجتماعي القاسي الذي تعيشه عائلته التي لا تملك البيت الذي يلّم أبناءها ويؤويهم لا سيما وأن الأب متقاعد ويعيل 9 أفراد بمنحة لا تفوق 10 آلاف دينار. * وأضافت، والدموع تنهمر على وجنتيها، أنها مستاءة لرحيل صغيرها عنها من جهة وفرحة لنجاته من الغرق والوصول إلى ما كان يصبو إليه من جهة أخرى، خاصة تضيف أنه وبعد مرور يومين من اختفائه اتصل بها ليطمئنها بوصوله إلى إسبانية سالما معافى هو و6 شبان آخرين، ليكون تضيف طلبه الوحيد إخراج »وعدة« للمسجد لنجاته من موت كان مؤكدا والتضرع لله أن يحفظه حسب الوالدة من الوقوع في أيدي الشرطة، لأنه لا يريد الرجوع إلى الوطن الذي لم يستطع تحقيق آماله فيه. وحققت الوالدة طلب ابنها وأخرجت وعدتها للمسجد وللأطفال الذين أمرتهم بالدعاء له أن يحفظه الله من كل سوء. * وقد كان لنا لقاء آخر بإحدى العائلات التي لم تتلق أي خبر عن أبنائها الحراقة والأخرى التي وقع أبناؤها في شباك الأمن، حيث قالت واحدة أخرى ممن تلقت خبر القبض على ابنها الأكبر الذي ألح على والده أن يعطيه مبلغ 100 ألف دينار »ليحرق« إلى أوروبا، الابن الذي غرّر به 14شابا غيره من طرف »بارون« أغمض عيونهم وأوهمهم بضمان الوصول إلى الخارج، هذا الأخير الذي فاز بما يقارب مليون و400 ألف دينار دون عناء أو كدّ، والمؤسف أن البعض من هؤلاء الشباب الذين تم القبض عليهم لم يروا عائلاتهم منذ أزيد من عامين وهم مغتربون في وطنهم للعمل على توفير المبلغ الذي يساعدهم على الحرقة.