محمد بوهزة، شاب من دائرة الحروش بولاية سكيكدة، لمع اسمه مؤخرا عبر برنامج "اكس فاكتر"، استطاع أن يخطف الأنظار بفضل موهبته وصوته القوي وكلماته التي يؤلفها بنفسه.. تمكّن محمد من اجتياز العقبات كافة، فبلغ عتبة المباشر وبدأ يتنافس ويحلم بنيل لقب "اكس فاكتر". جاءت مشاركة محمد في البرنامج مع ابن ولايته "سعيد كرموز " تحت اسم فريق BMD ، قبل أن تعود لجنة تحكيم البرنامج ممثلة في راغب علامة، اليسا ودنيا سمير غانم، وتطلب منهما الانضمام مع شباب من المغرب ولبنان ومصر وتشكيل فريق باسم "ذي فايف".. الفريق صار الآن محطّ عيون اللجنة والجمهور الجزائري، والسؤال: هل ستصدق التوقعات؟! ويكون "اكس فاكتر" 2015 جزائريا من إمضاء أبناء مدينة روسيكادا.
بعد سعيد.. "الشروق" تنزل ضيفا على بيت عائلة "محمد" بالحروش: نقطة ضعفه الجزائر.. ومحمد يسعى لرفع الراية الوطنية في "اكس فاكتر" يُواصل الجزائريان سعيد ومحمد BMD ، سابقا، و"ذي فايف" حاليا، تألقهما في برنامج المواهب "اكس فاكثر"، إذ حصلا خلال البرايم المباشر الرابع على تصويت عال من الجمهور أهلهما للانتقال للبرايم الخامس، فيما أنقذت الممثلة المصرية دنيا سمير غانم، الجزائري الثالث في البرنامج "ندجيم معطا الله" وأعطته فرصة للبقاء. المفاجأة أن "الشروق"، وبعد زيارتها لبيت سعيد بالحروش قبل أيام، حطت رحالها هذه المرة ببيت عائلة محمد "بوهزة"، فحاورت والدته وشقيقيه الذين كشفوا الكثير من الأسرار نترككم تكتشفونها من خلال هذه الحوارات:
والدة محمد السيدة بوهمزة ل "الشروق" : موهبة محمد بزغت في سن الرابعة وبدأت بأدائه الأغاني الشعبية وتقليد الأصوات كان متأثر بأغاني "إيمي نام" ويعتبره قدوته في الراب مع دوبل كانو والغانغ. - كأم ربيت أبنائي منذ الصغر على ركائز الدين والجانب الرياضي والفني
بداية، كيف تقدم السيدة "بوهمزة" ابنها محمد لقراء "الشروق" ولجميع محبيه؟ محمد من مواليد 16 جانفي 1996م بسكيكدة، 19 سنة، يتميز بذكاء خارق وطيبة قلب وشخصية قوية، كما أنه صاحب نكتة. وأكثر شيء أحمد الله عليه، أنه كان دائما تلميذا نجيبا ومتفوقا في دراسته، ومتخلقا في تعامله مع الناس، إلى جانب أنه يتقن عديد اللغات على رأسها اللغة الانجليزية.
في أي سن اكتشفتم موهبته؟ تقريبا في سن الرابعة، حيث كان يؤدي جميع الأغاني الشعبية المعروفة، ويجيد تقليد الأصوات، وربما هذا ما جعله يتميز بخفة دم وروح على جميع إخوته، كما كان يعشق مشاهير الراب العالميين.
مثل من؟ عالميا كان متأثرا بأغاني "إيمي نام" ويعتبره قدوته في أغنية الراب. أما محليا، فقد تأثر بأغاني لطفي دوبل كانو وكريم الغانغ. يعني محمد تجذبه أي أغنية راب تتضمن رسالة تهم الشباب وتقدم مشكلاتهم بلغة بسيطة.
نفهم من هذا الكلام أن محمد التحق بمعهد متخصص في الموسيقى لصقل موهبته؟ حتى أكون صريحة معكم، هو لم يدخل لأي معهد أو مدرسة للموسيقى. محمد اعتمد على نفسه في كل شيء، فقد كان يكتب أغانيه ويسجلها داخل غرفته. أكيد هذا كان بمساعدة مني ومن شقيقه الأكبر "إبراهيم"، الذي كان يُحضر له كل ما يحتاجه في مجال الموسيقى من الخارج بحكم تنقلاته وسفرياته الكثيرة.
كأم، كيف ساهمت في تحقيق طموح محمد الفني؟ الحمد لله، كأم وكربة أسرة ربيت أبنائي منذ الصغر على ركائز صحيحة، خاصة في الشق الديني والجانب الرياضي والفني. وبما ابني محمد كان موهوبا بالفطرة، فقد عملت دائما على تنمية هذه الموهبة لديه وشجعته عليها، ولم يكن لديّ أو لدى والده أي اعتراض في شقه هذا الطريق، طالما أن هدفه هو تبليغ رسالة نظيفة.
في رأيك، أي رسالة ينشدها محمد من خلال أغانيه؟ محمد لديه "ستيل" خاص به، فهو لا يغني لمجرد الغناء فقط. بل تجده مهموما بمشاكل أبناء جيله. وأعتقد بعد نهاية البرنامج سيجسد محمد الكثير من المواضيع التي تصب في هذا السياق.
الشقيق الأكبر لمحمد "ابراهيم" : أخي لا يمكنه ركوب موجة الأغاني السياسية ولو فعلها لن أوافقه لو طلبنا منك وصف شقيقك "محمد" في كلمتين، ماذا تقول عنه؟. شخص واع جدا، وناضج قبل الأوان بالرغم من صغر سنه. صنع نفسه بنفسه، ومن صفاته المميزة عندما يريد شيئا ما يصل إليه، كذلك لديه ثقة بنفسه لا حدود لها.
سبق أن شارك محمد في مسابقة خاصة بأغنية الراب في المغرب، لكنه لم يتحصل على اللقب، كيف كان شعوره وقتها؟ لم يفقد الأمل، بل زاد حماسه، فالحياة بالنسبة له تحدٍ، وهو من المؤمنين أنه ليس كل ما يريده المرء يدركه بسرعة. حتى في حياته الدراسية وعند سفره الأخير لأجل التقدم في التصفيات الأولى لبرنامج "اكس فاكتر"، الامتحانات فاتته، لكن بتحديه عاد واتصل بالمسؤولين في المعهد الذي يدرس به، وأجرى الامتحانات وتحصل على المركز الخامس.. هذا هو محمد كله تحدٍ وجنون . تحدثنا مع الوالدة عن طفولة ودراسة "محمد" ومدى تعلقه بأغنية الراب. ماذا تخبرنا عن مراهقته بحكم أنك شقيقه الأكبر؟ تقريبا محمد لم يمر بسن المراهقة، لأنه كان أكبر من عمره بكثير، ناضج منذ صغره، يخترع نكتا معبرة ويكتب الشعر خلال أوقات فراغه. كل هذا بفضل تربية الوالدين أطال الله بفي عمرهما . ما هي أكثر آلة موسيقية كان متعلقا بها؟ "الڤيتار"، وقد كان يعزف هو وسعيد كرموز عليه لأوقات طويلة قبل أن يؤسسا فرقتهما BMD .. كذلك كل أنواع موسيقى الراب كان يحبها منذ الصغر.
كيف جاءته فكرة المشاركة في برنامج "إكس فاكتر"؟ قبل "إكس فاكتر"، شارك محمد في عدد من المسابقات، وأخذ جائزة أفضل مغني راب على مستوى ولاية سكيكدة، كما كانت له عدة مشاركات آخرها كانت مسابقة مع لطفي دوبل كانو في المغرب، حيث تحصل على المرتبة الثانية، وشارك أيضا في حصة كريم الغانغ "بلانيت هيب هوب" قبل أشهر من التحاقه ببرنامج "اكس فاكتر". هل ترى أن مشاركة محمد في "اكس فاكتر" ستحقق له ما كان يطمح إليه؟ أتمنى ذلك، وأنا لديّ ثقة بأنه سيصل إلى شوط مهم في هذا البرنامج، تماما كما لديّ ثقة بأنه سيبلغ مكانة كبيرة في هذا المجال وسيصل فيه بعيدا.
أغلب مُغنيي الراب ينتقدون عادة سياسات المسؤولين الكبار في الدولة. كأخ أكبر لمحمد هل توافقه الرأي لو اتجه لمثل هذه المواضيع؟ "شوف"، حتى لا ندخل في مواضيع أنا في غنى عنها. أخي محمد تربى على يدي، ومثلما صرحت به والدتي نحن تربينا على أسس صحيحة. ونعرف جيدا معنى الوطن والوطنية. ولهذا أخي لا يمكن أن يركب هذه الموجة. وشخصيا لو فعلها، لن أوافقه، لأننا عشنا وتربينا على ثوابت ومبادئ لا تسمح لنا المساس بالوطن.. محمد يعتز بوطنيته، والدليل أنه عندما سافر إلى لبنان فكر أن يأخذ علم الجزائر قبل أن يأخذ ملابسه الشخصية.
صراحة، هل تتوقع أنّ يذهب اللقب لمحمد وسعيد وأعضاء فرقة "ذي فايف"؟ إحساسي كأخ يقول إن شاء الله. كذلك الثقة التي وضعتها في محمد منذ أن كان صغيراً، ورضاي عليه، أمور يُمكن أن تجعله قريباً من اللقب. بالتالي طبعا أتمنى أن يكون اللقب من نصيب أبناء الجزائر، سواء كان أخي أو أي شاب جزائري آخر.
الأخ الأصغر لمحمد "عبدو بوهزة" : سقف طموح محمد كبير لكن يبقى حلمه الأول والأخير بلوغ العالمية.
بحكم أنك الأخ الأصغر والمقرب من محمد، احكي لنا عن سقف طموحاته قبل دخوله لبرنامج "اكس فاكتر"؟ أولا، نحن لم نكن مجرد إخوة فقط، بل أصدقاء.. كل فنان يقول إنه لا يطمح للشهرة بقدر أن يوصل رسالته، ومحمد كان من هؤلاء يحلم بالفرصة ليوصل رسالته. أما سقف طموحه فهو كبير. لأن حلمه الأول والأخير هو بلوغ العالمية، ولايزال هذا الحلم قائما حتى الآن.
من كان يعتبره محمد منافسا له من مغنيي الراب؟ كان يحلم بمنافسة الجميع سواء في الجزائر أو في العالم.
كيف هي علاقة محمد بأصدقائه؟ علاقة طيبة مع الجميع، رغم أن أصدقاءه المقربين قليلون.. كذلك المعروف عن محمد وسط الحي وبالحروش أنه محبوب من طرف الكل لروحه الطيبة وخفة ظله.
ما الذي يميّز شخصيّة محمد؟ محمد يملك ثقة كبيرة بنفسه، وطموحه كبير، والشخصيّة التي يظهر بها أمام الناس هي نفسها في المنزل، ومع أصدقائه، فهو لا يتقمّص أيّ شخصيّة. كذلك، هو يتمتّع بجرأة كبيرة وعفويّة وطيبة قلب، وهذه الثقة لا تعتبر غروراً، كما اتهمه البعض بها، بل هذا هو محمد، وهذه هي شخصيّته.
أخيرا، ماذا تطلب من جمهور محمد في "اكس فاكتر"؟ ليس من جمهوره فقط، بل أطلب من كافة الشعب الجزائري أن يقف إلى جانبه، ويساعده في تحقيق حلمه، تصوّر اليوم عندما أمشي في الشارع ألتقي أشخاصا لا أعرفهم يسألوني عن محمد ويتمنون له النجاح. وصدقني هذا في حد ذاته نجاحا وتوفيقا من عند الله.