كشفت أمس، رئيسة الفيدرالية الوطنية لجمعيات تضامن الصيادلة، على هامش الملتقى الدولي للصيادلة المنظم بوهران، عن وجود أطنان من الأدوية منتهية الصلاحية بمخازن الصيادلة، واستيراد أدوية وأجهزة صيدلانية وطبية مغشوشة ومقلّدة من الصين والهند، والتي تشكّل خطورة بالغة على صحّة الجزائريين، داعية وزارة الصحّة للتدخّل وتشديد المراقبة في هذا المجال. قالت نور الهدى معزيز، رئيسة الفيدرالية، على هامش ملتقى وطني للصيادلة بمركز الاتفاقيات بوهران، أنّ الهيئة التي ترأسها تستقبل نحو 300 شكوى سنويا بخصوص أدوية وأجهزة أو أدوات صيدلانية مغشوشة، سواء من قبل مواطنين أو صيادلة، مشيرة إلى أنّ كميّات معتبرة من الأدوية المغشوشة أو المقلّدة تستورد من الصين والهند، لتغرق السوق الجزائرية، من بينها حتى أجهزة لقياس الضغط وكشف الحمل ومستلزمات تستعمل في العلاج، وهو ما يهدّد حياة المرضى وقد يؤدّي إلى سوء التشخيص ووصف أدوية غير ملائمة، كما ذكر نفس المصدر، أنّ الأطنان من الأدوية منتهية الصلاحية تتواجد على مستوى مخازن الصيادلة على المستوى الوطني في انتظار إيجاد حلول للتخلّص منها، داعية مستهلكي الأدوية إلى ضرورة تحرّي تاريخ الصلاحية قبل الاستعمال. ووافق مختصون مشاركون بالملتقى على هذه التصريحات، مؤكّدين أنّ الصين والهند من أكبر الدول التي تورّد أدوية مغشوشة ومقلّدة للجزائر عن طريق تركيبة المواد الأوّلية المستعملة في التصنيع وتركيز الجرعات، ويظهر الغشّ أو التقليد في اسم المنتج والأخطاء اللغوية التي تظهر على العلب زيادة على التحاليل الكيميائية للمحتوى، داعين وزارة الصحّة والسكّان وإصلاح المستفيات إلى تعزيز الرقابة على الأدوية المتواجدة بالسوق، وتعزيز الإجراءات المتواجدة حاليا، مشيدين في ذات الوقت بدور المخبر الوطني لمراقبة نوعية الأدوية ومخبر اليقظة الدوائية ومخبر اليقظة التسممية، وهي هيئات تعمل على مراقبة الأدوية المسوّقة، كما وجهت الدعوة إلى تشجيع الصناعة الصيدلانية وشبه الصيدلانية المحليّة وبمقاييس دولية للتخلّص من تبعية الاستيراد، مع توفير كافة الظروف الملائمة، مع الإشارة إلى أنّ القانون الجزائري يجرّم صناعة وتسويق الأدوية المغشوشة أو المقلّدة بعقوبات تصل إلى 5 سنوات سجنا أو إلى المؤبّد في حال وفاة المريض، إضافة إلى غرامات مالية. وتمّ الإشارة أيضا في هذا الملتقى إلى إنشاء أوّل مدرسة لتكوين مساعدي الصيادلة والباعة والتي يتواجد مقرّها بوهران بحيث ستضمن التكوين لتجنّب الأخطاء التي يقع فيها المساعدون والباعة، على مستوى الصيدليات والتي يكون لها تداعيات سلبية على صحّة المريض.