قال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بأنّه سيلتزم بدعم المسرح، لكن بشرط اهتمام أهل الفن الرابع بكتابة نصوص مسرحية جزائرية خالصة، وشدد بأنّ لها الأولوية، لأنّها تقود إلى العالمية وتقرب الكاتب من المسرح والعكس صحيح. عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الذي التحق في الدقائق الأخيرة لحفل افتتاح الطبعة العاشرة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف والذي شهد حضور وجوه ثقافية وفنية يتقدمها الروائي واسيني الأعرج ومحافظ مهرجان وهران للفيلم العربي ابراهيم صديقي والشاعر بوزيد حرز الله وسليمان جوادي وسامي بن الشيخ محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ولخضر بن تركي مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، أكدّ على دعم وزارة الثقافة للمسرح الجزائري وأهله، من خلال الاهتمام بالنصوص المسرحية المحلية، باعتبار أنّ النص المحلي يقود إلى العالمية -حسبه- الذي أوضح بأنّ الأولوية تمنح للفرق والمسارح الجهوية شريطة أن تعتمد على نصوص جزائرية. في السياق، أشار ميهوبي بأنّه ليس ضد العالمية، ولكن مع المحلية التي تقود إلى العالمية، فضلا عن تقريب الكاتب المسرحي من الكاتب الجزائري والعكس صحيح. وفي سياق ذي صلة، دعا ميهوبي إلى ضرورة الانفتاح على التجارب الجديدة من أجل خدمة المسرح وتجميله بشتى فنون الخشبة سواء ما تعلق بالكوريغرافيا أو الموسيقى أو السينوغرافيا وغيرها، ويأتي تصريح ميهوبي على ضوء المزاوجة التي تمت في عرض "مسار الذاكرة" بين الفرقة والأوركسترا السيمفونية الوطنية. كما أبدى اعتزازه بالمسرح الجزائري الذي يقوم على السؤال وطرح قضايا للنقاش بناء على رؤية وفكرة ولا يقتصر على الفرجة والمتعة فقط. من جهة أخرى، لم ينس وزير الثقافة صنيع من خدموا أب الفنون في الجزائر وتركوا بصمة ذهبية على الخشبة على غرار الراحلين عز الدين مجوبي ومحي الدين بشطارزي وحبيب رضا وعبد القادر علولة الذي تدرّس تجاربه في الجامعات الألمانية. وتخلل الافتتاح العاشر تكريم أربعة مسرحيين ممن قدموا للفن إبداعات خالدة ورحلوا هذه السنة وهم الممثلة القديرة فتيحة بربار وسيد علي كويرات وصالح لمباركية، اضافة إلى فقيد المسرح الراحل عز الدين مجوبي في ذكرى وفاته العشرين. كما قدم على خشبة مصطفى كاتب بمرافقة الأوركسترا الوطنية عرض "مسار الذاكرة" للمخرج عمر فطموش، يروي تاريخ المسرح الجزائري وأبرز رواده وأجمل عروضه، إضافة إلى أبرز الشخصيات التي تختزن الذاكرة الجماعية للجزائريين، وأضفت موسيقى الأوركسترا الوطنية بقيادة المايسترو أمين قويدر طابعا جماليا على العرض الاحتفالي، الذي عاد في لوحات ممتعة إلى بدايات المسرح عند الإغريق عبر مأساة "أوديب"، مرورا بروائع "شكسبير" و"موليير"، وصولا إلى بدايات المسرح الجزائري الذي ارتبط بالثورة والدفاع عن الجزائر بالفن من خلال توعية الشعب عبر كل من إسهامات سيد علي فيرناندال، رشيد قسنطيني، محي الدين بشتارزي، علالو، محمد التوري، وكذا ولد عبد الرحمان كاكي، كاتب ياسين، علولة، عبد المالك بوڤرموح، سيراط بومدين، وغيرهم.