عادت خشبة محي الدين بشطارزي لتدوي مجددا، مساء أول أمس، حيث كان الموعد مع إعطاء إشارة انطلاق الطبعة العاشرة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف، بحضور أسرة الفن الرابع وجمهور عريض ملا قاعة مصطفى كاتب. لفتت ساحة محمد التوري، مساء أول أمس، المارة بقرب مبنى المسرح الوطني الجزائري للنشاط الفلكلوي الذي كانت يجري هناك، حيث جعل الجمهور يلتف حول الساحة من أجل متابعة العرض تمهيدا لانطلاق المهرجان ومتابعة العرض الافتتاحي. وقبل انطلاق العرض الافتتاحي الذي أخرجه عمر فطموش، قال محافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف، محمد يحياوي، في افتتاح الطبعة العاشرة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، أن المحافظة اختارت أن تكون هذه الطبعة جزائرية محضة، مشددا على نجاح الموعد الثقافي الذي سيتابع مجرياته بكل اهتمام. واعتبر يحياوي أن هذا العرس الثقافي الذي عمره عشر سنوات، بدأ بالراحل محمد بن ڤطاف ووصل إلى طبعته العاشرة، دليل كاف على تفاني المخلصين من المبدعين والفنانين في خدمة الثقافة الوطنية، مؤكدا في كلمته أن هذه التظاهرة المسرحية عرس ثقافي على خشبة مسرح. من جهته، قدم إسماعيل أولبصير، الأمين العام لوزارة الثقافة وممثل وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، تحية لكل القائمين على وصول مهرجان المسرح المحترف إلى هذا، مشددا على حرص وزير الثقافة عزالدين ميهوبي أن يوليه اهتماما كبيرا. وشهد حفل الافتتاح تكريم اسمين بارزين في عالم المسرح والسينما الجزائريين وهما الفنانة الراحلة فتيحة بربار والفنان سيدعلي كويرات بحضور بعض من أفراد عائلتيهم الذين استلموا التكريم. واستعرض المخرج عمر فطموش رفقة مجموعة من الممثلين مشاهد لأهم الإنتاجات المسرحية الجزائرية لعمالقة المسرح الجزائري في صورة مسرحية ”الحافلة تسير” لعز الدين مجوبي و”يا رجال يا حلالف” للراحل عبد المالك بوڤرموح و”132 سنة” لعبد الرحمان كاكي، وغيرها من الأعمال الأخرى، وكان العمل الموسوم ب”مسار الذاكرة” مزيجا بين التمثيل والموسيقى بمشاركة الأوركسترا السمفونية الوطنية والمجموعة الصوتية التي أدت مجموعة من الأغاني والأناشيد، أعطت نسقا آخر للمسرحية وتلاءمت مع أجواء العرض، الذي تفاعل معه الجمهور بقوة. وقال المخرج عمر فطموش أن العرض الذي كان بالتنسيق مع الأوركسترا السمفونية الوطنية عبارة عن مقتطفات لمسرحيات جزائرية بقيت خالدة في عقول الجزائريين وسجلت نفسها في ريبرتوار المسرح الجزائري، وقام بتجسيدها على الركح مجموعة من الممثلين في المسرح الوطني الجزائري في صورة ياسين زايدي، عبد الكريم بربير، إبراهيم شرقي وغيرهم. ووصل وزير الثقافة عز الدين ميهوبي متأخرا في نهاية الحفل، حيث صعد إلى الخشبة وقام بتكريم فريق العمل المشارك في حفل الافتتاح، وألقى كلمة تحدث فيها عن العرض الذي وصفه بالجميل، خاصة وأنه استرجع أهم الأعمال المسرحية لعمالقة المسرح الجزائري في صورة مجوبي وعلولة وكاكي. وقال ميهوبي أن أسماء كثيرة مرت على ركح المسرح الوطني الجزائري وتركت بصمة واضحة في مسيرة المسرح الجزائري، مضيفا بأنه متابع جيد للمسرح وتجربة علولة تدرس الآن في الجامعات الألمانية. وأكد ميهوبي أنه سيدعم الأعمال المسرحية في الجزائر خصوصا التي تعتمد على النصوص الجزائرية، موضحا أن الأولوية للمبدعين الجزائريين، وهذا لتقريب الكاتب من المسرحي لأنه مع المحلية التي تقود إلى العالمية.