عروض فلكلورية ومسرحية وتكريم مجوبي وبربار وكويرات افتتح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي سهرة أمس بالمسرح الوطني "محي الدين باشطرزي"؛ الدورة العاشرة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف" التي تتواصل إلى غاية الثاني من جوان المقبل بمشاركة 16 عرضا مسرحيا. وقال ميهوبي في كلمته التي ألقاها بالمناسبة؛ إنه متابع متواضع للحركية المسرحية في الجزائر لكنه يعتز كون المدرسة الجزائرية أنتجت ما يسمى "مسرح السؤال" وأن المسرحية الجزائرية ليست للفرجة فقط، وإنما المسرح الجزائري مبني على فكرة وحلم ومستقبل، مضيفا "ألتزم من موقعي بأن أدعم المسرح الجزائري لكن بشرط تشجيع النصوص الجزائرية وعلى المسارح الجهوية والفرق تبني فكرة الاقتباس من نصوص جزائرية لها كل الأولوية لأننا بحاجة لأن نقرب أكثر الكاتب الجزائري إلى المسرح الجزائري.. لسنا ضد العالمية لكن مع المحلية التي تقود إلى العالمية". وقال محافظ المهرجان محمد يحياوي إن القائمين على التظاهرة المسرحية يهدفون في كل عام إلى تجديد المهرجان؛ فيما توقف عند مسار أهم ممثلي المسرح الجزائري ممن تعاقبوا على ركح "محي الدين باشطرزي"، حيث ستبقى أعمالهم المسرحية شاهدة على إبداعهم وتميزهم. وهنا استحضر يحياوي بعض الأسماء من بينهم الراحلون سيد علي كويرات وفتيحة بربار وصالح لمباركية وعز الدين مجوبي وغيرهم من الأسماء المسرحية، مؤكدا على التواصل والاستمرارية ودعم الجهود المبذولة خدمة للمسرح الجزائري. واختار القائمون على التظاهرة بعدا وطنيا بعيدا عن المشاركة العربية والدولية التي شهدتها الدورات السابقة، وذلك بفتح المجال أمام الفرق المحلية، في إطار دورة مسرحية جزائرية خالصة تميزها عروض المسارح الجهوية والتعاونيات والجمعيات، حيث سيكون جمهور مسرح "كاتب ياسين" في مدينة "تيزي وزو"، ودار الثقافة لمدينة المدية على موعد مع أعمال مختلفة ومتنوعة، في تجسيد استراتيجية جديدة للقائمين في "مهرجان المسرح المحترف" اتجاه توسيع نشاط التظاهرة عبر الجزائر العميقة. وسيستضيف وعلى مدار أسبوع كامل ستة عروض هي "دلالي" لمسرح بلعباس الجهوي، "التحولات" لمسرح سوق أهراس، "درب التبانة ل "أصدقاء الفن" من الشلف، "ثامن أيام الأسبوع" لجمعية المسرح الحر ب "ميلة"، ومسرحية "التحدي" لمسرح أم البواقي الجهوي، "التفاح" لمسرح وهران، وتختتم العروض بمسرح باتنة الجهوي بمسرحية "وزيد نزيدلك". من جهة أخرى، تخلل حفل افتتاح الدورة العاشرة للمسرح المحترف التي حضرها عدد من الوجوه الفنية والثقافية وانطلق برقصات فلكلورية، تكريمان خاصان للفنانين فتيحة بربار وسيد علي كويرات، وتكريم آخر للفنان المسرحي الراحل عز الدين مجوبي، فيما ستكون هناك تكريمات أخرى سيتم منحها لأصحابها خلال أيام المهرجان. واختير العرض الافتتاحي "مسار الذاكرة"، لافتتاح المهرجان ويحكي هذا العمل المسرحي الذي أعده عمر فطموش تاريخ المسرح الجزائري وأهم رواده وأجمل عروضه، إضافة إلى أبرز الشخصيات التي تختزن الذاكرة الجماعية للجزائريين، مصحوبا بعزف موسيقي للأوركسترا الوطنية بقيادة المايسترو أمين قويدر، حيث استعاد العرض بدايات المسرح في الجزائر وامتدّ إلى أصل الإبداع منذ زمن المسرح الإغريقي على غرار "مأساة أوديب" ومرورا بروائع "شكسبير" و"موليير"، وصولا إلى إسهام المسرح الجزائري في توعية الشعب بقضيتهم العادلة في الاستقلال، من خلال شخصيات سيد علي فيرندال ورشيد قسنطيني ومحي الدين بشطارزي وعلالو المحب ومحمد التوري، وولد عبد الرحمن كاكي وكاتب ياسين، عبد القادر علولة، وعبد المالك بوقرموح، فضلا عن عز الدين مجوبي، وسيراط بومدين.