باشرت منذ أيام، المصالح الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب، تحقيقا بشأن قضية اختفاء شخصين منذ نحو شهر، ينحدران من دائرة عين نويصي غرب ولاية مستغانم، يرجح التحاقهما بالجماعات الإرهابية في سوريا وتحديدا جبهة النصرة انطلاقا من التراب التركي. كثفت في الآونة الأخيرة المصالح الأمنية، المختصة تحقيقات ميدانية من خلال الاستماع إلى شهادات عدة أشخاص، بشأن ظروف اختفاء شخصين منذ نحو شهر، كانا يترددان على تركيا من خلال نشاطهما في تجارة الألبسة أو ما يعرف في الأوساط الشعبية بتجارة "الكابا"، قبل أن يختفيا نهائيا عن الأنظار. ورجحت مصادر متطابقة التحاق هذين الشخصين (45 عاما و36 عاما، وأحدهما رب عائلة، أب لأربعة أطفال) بالجماعات الإرهابية. واستمعت مصالح الأمن إلى شهادات أفراد عائلتي المواطنين، إلى جانب إمام أحد مساجد المنطقة، فضلا عن شخص ثالث سبق أن سجل تنقله رفقة المبحوث عنهما إلى تركيا في إطار نشاطات تجارية، حيث توصلت التحقيقات الأولية إلى وجود ارتباط بين النشاطات التجارية وخلايا التجنيد في صفوف الجماعات الجهادية في سوريا عبر تركيا. وتترقب عائلات المختفين أي اتصال من شأنه أن يرفع الغموض عن اختفائهما.
وتلجأ خلايا تجنيد المتشددين، إلى بدائل حديثة عن الوسائل التقليدية، من خلال استخدام تكنولوجيات الاتصال في شكل المواقع الإلكترونية بعدما انتشر استخدام هذه الوسائل في عمليات التجنيد حيث سبق لمصالح الأمن في العاصمة وتلمسان، أن فككت منذ أشهر، خلايا تجنيد الشباب للالتحاق بصفوف تنظيم "داعش" الإرهابي عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي. ويتعلق الأمر بشبان من أحياء العاصمة. كما سبق لوزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أن حذر مؤخرا من عملية تجنيد الشباب عن طريق المواقع الإلكترونية ومختلف شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تنمو كالفطريات حيث كشف الوزير عن وجود نحو 40 ألف موقع إلكتروني وفق إحصائيات سنة 2014 عبر الشبكة العنكبوتية تقوم بالترويج للفكر الجهادي.