أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أن الجزائر تفضل المقاربة الدبلوماسية والحوار الشامل في حل الأزمات الداخلية للدول، موازاة مع تعزيز الجهود في مجال مكافحة تمويل الإرهاب من خلال تجريم دفع الفدية مع تشديد المراقبة على سوق الأسلحة، فيما اعتبر أن العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا "جيدة وتتطور بشكل إيجابي"، مشيرا إلى وجود إرادة سياسية قوية لدى الطرفين لتطوير تعاون مبني على الصراحة في كنف الاحترام والمنفعة المتبادلة. وأضاف سلال في حوار خص به يومية "لوباريزيان" في عددها أمس "العلاقات الثنائية جيدة وتتطور بشكل إيجابي"، مشيرا إلى تعدد المجالات التي يتم التعاون فيها، ووقف عند قناعة الجزائر بوجود عدة فرص يمكن استكشافها لاسيما في مجال الشراكة الاقتصادية والمبادلات العلمية والثقافية ونقل التكنولوجيا. وبشأن زيارة الصداقة والعمل التي قام بها الرئيس هولاند أمس، قال سلال إنها "تعكس العلاقات الممتازة بين بلدينا"، مؤكدا أن هذه الزيارة "ستمكن من تعزيز الروابط بين الجزائر وفرنسا وستفتح آفاقا جديدة للتعاون الجزائري - الفرنسي". وقال سلال "رؤيتنا للأمور تطورت كثيرا"، إذ يتعلق الأمر اليوم بالسعي إلى "تحقيق الأفضل لشعبينا وبالخصوص الشباب"، موضحا أن "مصادقة الحكومتين على أدوات قانونية متزنة وتعود بالفائدة على الطرفين تمثل ركيزة هذه الشراكة المتجددة"، مضيفا أن "الأمر يتعلق الآن بربط الاتصال بين الفاعلين من البلدين في المجالين الأكاديمي والاقتصادي ومرافقتهم في المشاريع والإنجازات". وأكد سلال أن "الإرادة السياسية موجودة والإمكانيات المادية والتكنولوجية المتوفرة معتبرة" مما يدل على أن "آفاق الشراكة بين البلدين واعدة جدا". كما تطرق سلال إلى التهديد الإرهابي الذي يمثل خطرا عالميا على حد قوله، مذكرا بأنه على الصعيد الإقليمي والدولي مافتئت الجزائر تدعو إلى التنسيق بين الدول والمنظمات لمكافحة هذه الآفة، وقال إن "الراوبط التي طورها الإرهاب مع الجريمة العابرة للحدود وشبكات المتاجرة بالمخدرات وبالأشخاص زادت من خطورته"، وذكر بأن "الجهود التي بذلتها ولاتزال تبذلها الجزائر من أجل استقرار الوضع السياسي في دول الساحل أفضت إلى التوقيع على اتفاق سلم بين أطراف النزاع في مالي والوساطة تتواصل في ليبيا". وقال عند هذه النقطة "الوضع في ليبيا يبعث على القلق، لكن يمكن تداركه"، وقال "نعرف جيراننا في ليبيا، فهم شعب طيب ومسالم" و"لا يمكن أن نقبل أن يرهن التطرف مصير هذه الأمة". وفي إطار آليات البلدان الجارة لليبيا والوساطة الأممية، أوضح سلال أن "الجزائر تساهم في توفير ظروف حوار شامل بين الفاعلين السياسيين في هذا البلد في كنف احترام الشرعية الدولية ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام الوحدة الترابية"، و"نسعى إلى ذلك بطريقة منسقة وتشاورية من أجل تحقيق السلم، آملين في أن يفضي تضافر هذه الإرادات إلى مسار سياسي سلمي يمكن ليبيا من أن تصبح من جديد أرض سلام"، قائلا "هذا ما نقوم به مع أصدقائنا الماليين، حيث توصلنا إلى نتائج مشجعة"، واستطرد "أكرر القول بأن ليبيا بلد صديق ليس في حاجة لعملية عسكرية".