تشدّد الحكومات المحلية في إقليم تركستان الشرقية الذي تحتله الصين وتسميه "شين يانغ" رقابتها على ممارسة الشعائر الدينية التي تتبعها أقلية "الإويغور" المسلمة مع حلول شهر رمضان، وتضغط على المسؤولين المحليين لأداء القسَم بأنهم لن يصوموا الشهر. وطوال الأيام القليلة الماضية، نشرت وسائل الإعلام الرسمية ومواقع حكومية على الإنترنت في "شينغ يانغ" تقارير وإخطارات رسمية تطالب أعضاء الحزب والموظفين العموميين والطلاب والمدرسين بشكل خاص بعدم صوم رمضان، وهو أمرٌ حدث العام الماضي أيضا. وأصدرت مؤسسات حكومية أخرى تعليمات مماثلة. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنه في إقليم مارالبيشي قدّم مسؤولو الحزب تعهداتٍ شفوية وكتابية ب"عدم ممارسة أي شعائر، وعدم المشاركة في أنشطة دينية، وسيقودون الدعوة إلى عدم صوم رمضان". وتقول جماعات "الإويغور" في المنفى وناشطو حقوق الإنسان إن السياسات القمعية للحكومة في تركستان الشرقية (شينغ يانغ)، ومن بينها وضع قيود على الممارسات الدينية، هي التي تثير الاضطرابات والتململ في هذا الإقليم ذي الغالبية المسلمة. وقال ديلشات راشيت، المتحدث باسم مؤتمر "الويغور" العالمي الذي يمثل الويغور في المنفى في بيان، إن "الصين تزيد من محظوراتها ومراقبتها مع قدوم رمضان. ممارسة الشعائر الدينية للويغور تم تسييسها بشكل كبير وزيادة القيود يمكن أن تسبب مقاومة حادة." يذكر أن الصين تحتل، منذ عام 1881، تركستان الشرقية التي كانت مملكة مسلمة مستقلة، وحوّلت اسمها إلى "شينغ يانغ"، ويقطنها نحو 20 مليون مسلم، وتعاني تركستان الشرقية من اضطرابات وأعمال عنف في السنوات الأخيرة، بعد بروز حركات سياسية ومسلحة تطالب بانفصال الإقليم المسلم عن الصين، قابلتها الصين بقمع شديد.