صحفي الشروق متحدثا إلى السيد جوردان في بكين في أول حديث له لوسيلة إعلام جزائرية، يكشف داني جوردان، مسؤول تنظيم مونديال 2010، عن آخر المعطيات، ويوضح بخصوص ما تردد عن إمكانية سحب التنظيم من جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى قضايا أخرى، منها ما يخص الجزائر، في هذا اللقاء الذي أجريناه معه صبيحة الخميس بفندق ذي ويستن شاويونغ ببكين. * "الكرة في الجزائر تراجعت كثيرا ونتمنى عودتها للمونديال" * * ما الهدف من تنظيم منتدى ترويجي لمونديال 2010 تزامنا مع الألعاب الاولمبية؟ * واضح جدا ما نقصد.. نحاول أن نبرهن من خلال ذلك عن استعدادنا للتنظيم المونديال، وكذلك استغلال فرصة التفاف الشمل بين الرياضيين والإعلاميين لتوضيح بعض النقاط. * * وهل أنتم مستعدون لتنظيم هذا الحدث؟ * من دون شك، فالأشغال لازالت جارية على بعض الأصعدة، لكن في مستويات أخرى نحن على أتم الاستعداد، والبداية كانت من توفير الإمكانيات المادية، وانتم تلاحظون أن السلطات الجنوب افريقية لم تبخل بشيء، ونسعى لتطوير البنى التحتية وفق جدول زمني محدد باتفاق مع الاتحاد الدولي (الفيفا). * * لكن الفيفا هددت بسحب التنظيم من جنوب إفريقيا بعد أن لمست تأخرا كبيرا في الأشغال وعلى مستويات أخرى؟ * ما يطلق عشوائيا هنا وهناك لن يثني جنوب إفريقيا على الوفاء بوعودها. نحن بصدد الانتهاء من الأشغال في أماكن وأخرى في البداية، والمؤكد أن كل شيء سيكون جاهزا قبل الدورة، وسنوافيكم بكافة المعطيات. * * هذا يعني أنكم مهددون بفقد تنظيم هذا الحدث الكبير؟ * كي أكون صريحا معكم، لقد تلقينا ضمانات من طرف الفيفا تشير إلى أن المونديال سيبقى في جنوب إفريقيا، السيد بلاتير كان دائما يسعى لتكون لإفريقيا فرصة تنظيم المونديال، فمن غير المعقول حينما تتاح الفرصة سيتم حرماننا من ذلك. * كل ما في الأمر أن الفيفا قررت اللجوء إلى المخطط (ب)، وهو مخطط معمول به في كافة الهيئات العالمية وأثناء تنظيم الأحداث الكبرى، والغرض من ذلك هو وضع احتمال ثان يتم اللجوء إليه في حالات لضرورة القصوى، مثل حالة حدوث كوارث طبيعية او عجز البلد على تلبية الشروط الاساسية. * * ألا يوجد إشكال في هذا الجانب؟ * أبدا، الشروط الأساسية متوفرة بالنسبة لنا، وربما حدث تأخر طفيف في سير أشغال بعض المنشآت، أما فيما يخص البنى التحتية فهي في الموعد. * هناك نقاط أخرى تضع جنوب إفريقيا في موقع ضعف أمام الفيفا والمجتمع الدولي، منها قضية استفحال الجريمة والتمييز العنصري؟ * بالنسبة لنا هذه النقطة تجاوزناها، ولو أن هناك من يحاول أن يجترها في بعض الأحيان. قضية التمييز العنصري قد ولت منذ زمن، وجنوب افريقيا حاربت نظام الابارتيد العنصري ونجحت في تنظيم مسابقات كبرى. اما عن مكافحة الجريمة المنظمة، فأعتقد أن العالم كله يعاني من هذه المشكلة. * * ربما ستسفيد جنوب إفريقيا كثيرا من النظام الأمني المعتمد من طرف الصين أثناء الاولمبياد؟ * لا بد أن أنوه كثيرا بالمجهودات التي قامت بها الصين في سبيل الرياضة والاولمبياد، قبل عشر سنوات لم تكن على هذا الحال، أما الآن فقد اندهشت كثيرا للتطور الذي بلغته، كما يمكن القول أن النظام الأمني والوقائي كان جيدا وهذا يحفزنا لطلب الخبرة الصينية، وربما يساعدنا مستقبلا. * * وصول نيجيريا إلى نهائي الاولمبياد (يلعب اليوم) شكل حدثا، أليس هذا مؤشرا إيجابيا لإسناد التنظيم لجنوب إفريقيا؟ * بالفعل، كرة القدم الإفريقية طرقت باب العالمية، ويمكن القول بأن النتائج التي حققتها نيجيريا ساهمت في منح جنوب إفريقيا شرف تنظيم المونديالو وقد سبقتها الكاميرون. لا يمكن أن نعتبر ذلك مفاجأة، فأغلب النجوم الإفريقية تصنع أفراح الأندية الأوروبية مثل ايسيان، ايتو، يوبو، توري والقائمة طويلة.. اعتقد بأن إفريقيا تستحق تنظيم المونديال. * * نيجيريا فازت بذهب الاولمبياد وهي أقرب لذلك الآن ألم يحن الوقت ليتوج بلد إفريقي بكأس العالم؟ * أتمنى التوفيق لنيجيريا، لكن أرى بأن الوقت حان والفرصة ستكون كبيرة للمنتخبات الإفريقية في المونديال المقبل. * * لو طلبنا رأيك عن كرة القدم الجزائرية، كيف تعلق على ذلك؟ * آه.. الجزائر.. اعتقد بأن مستوى كرة القدم بها تراجع كثيرا، فلم نعد نشاهد المنتخب يشارك في المواعيد الكبرى، لكن نتفاءل بعودتها في ذلك في اقرب وقت. * * ماذا لو حصل وتأهل المنتخب الجزائري لمونديال جنوب إفريقيا؟ * سيكون ذلك جيدا للغاية، فالجزائر تربطنا بها علاقات جيدة، وسنوفر لها بدورنا ظروفا مريحة والكثير من الامتيازات، بل حتى الأنصا.. أتمنى أن يتمكن المنتخب الجزائري من تخطي عقبة التصفيات. * * هل كان هناك تنسيق بينكم وبين الجزائر بخوص تنظيم جنوب إفريقيا لمونديال 2010؟ * كان هناك تنسيق بيننا وبين راور راو (يقصد روراوة ونطق اسمه بهذا الشكل)، ونحن نحتفظ بعلاقات جيدة مع هذا الشخص، وسنستفيد فيما بيننا من علاقات جيدة، وبالمناسبة أوجه تحياتي لكل الجزائريين. * * * بعد تهديدات سحب التنظيم منها * جنوب إفريقيا تتعهد بالوفاء بعهودها وتنظيم مونديال تاريخي * * قبل اقل من سنتين عن تنظيم مونديال 2010، أكدت جنوب إفريقيا جاهزيتها لتنظيم ثاني اكبر حدث رياضي بعد الأولمبياد، في رد على ما تردد بشأن تهديدات الفيفا بسحب التنظيم منها. * ونظمت السلطات العليا الجنوب افريقية بالتوازي مع اللجنة المنظمة لمونديال 2010 وبحضور أعضاء من الفيفا منتدى حضره جمع غفير من رجال الإعلام. * وتعهدت جنوب إفريقيا على لسان مسؤوليها بالوفاء بالعهود التي قطعتها على نفسها قبل فوزها بتنظيم الحدث. * * الأنظار تتحول من الأولمبياد إلى المونديال * وفي غرض تفصيلي لاستعدادات جنوب إفريقيا، قال رئيس لجنة تنظيم مونديال 2010، الدكتور داني جوردان، إن جنوب إفريقيا ستكون في مستوى الحدث، والكثير من المعطيات التي تجعلها تنظم مونديالا تاريخيا. * وبدد مسؤول التنظيم كل الشكوك التي حامت حول استعدادات جنوب إفريقيا، حيث تم عرض موجز لأهم المنشآت في المدن الرئيسية، مثل جوهانسبورغ دوربان، كاب تاون وبورت إليزابيت. * وقال جوردان "بمجرد انتهاء الألعاب الاولمبية ستتحول الأنظار نحو جنوب إفريقيا، ونحن بدورنا نتعهد بتوفير كافة الظروف لإنجاح هذا الحدث". * * سكرتير الفيفا للشروق: "مونديال 2010 سيبقى بإفريقيا" * من جهته، قال سكرتير الفيفا، جيروم فالكي، في حديث خاص لموفد الشروق، أن كل ما أشيع بشأن سحب التنظيم من جنوب إفريقيا باطل. * وقال جيروم أن المونديال القادم سيقام في جنوب إفريقيا، وكل ما تردد هو مجرد مخطط تنظيمي متبع من طرف الاتحاد الدولي تعرض لتأويلات من الصحافة. * وقال محدثنا باأن اللجوء إلى المخطط (ب) الهدف منه ليس تغيير مكان إقامة الحدث، وإنما هو احتمال ثان يمكن وضعه كإجراء احتياطي في حالة أي طارئ. * * الفيفا تتراجع عن تهديداتها * إلى ذلك، أبدى انريكي بايروم، عضو اللجنة التنظيمة للفيفا، في تصريح خاص للشروق، تفاؤله بقدرة جنوب إفريقيا على تنظيم المونديال. * وأوضح بايروم "الفيفا تسير وفق المنطق وليس العاطفة، ولو أنها ترغب في أن تكون هذه المرة الأولى التي تنظم فيها إفريقيا كأس العالم لكرة القدم" * * جنوب إفريقيا تفتح حدودها على البلدان المجاورة * وتبقى أهم المشكلات التي تواجه جنوب إفريقيا معضلة الأمن والجريمة، وهي قضايا أثارت الكثير من الاهتمام من طرف رجال الإعلام، حيث هونت السلطات الجنوب افريقية من ذلك. * وتعهدت جنوب إفريقيا بتوفير الأمن لزوراها الأجانب طيلة فترة المونديال * وكشف داني جوردان رئيس اللجنة المنظمة انه تم الاتفاق مع بلدان مجاورة ستفتح حدودها للبلدان المتأهلة للمونديال للتحضير بها، نظرا لتقارب الأجواء، وهذه البلدان هي الموزمبيق، سوازيلندا، ناميبيا، السيشل، لوزوطو وجزر موريس. *