تعرف الكثير من الأسواق التجارية في العديد من مناطق الوطن، حالات فوضى وغضب بين الباعة والمتسوقين، ولمعرفتنا أن شهر رمضان هو شهر الرحمة والتسامح إلا أننا لمسنا سلوكات ومظاهر غير حضارية وسط الناس. * وجدنا خلال جولة قصيرة لبعض أسواق العاصمة، والتي بذلنا جهدا للمرور عبر أزقتها التي باتت مسدودة المنافذ وهذا بسبب البيع العشوائي الذي يمارسه الكثير من الباعة الفوضويين على أرصفت الطرقات المخصصة للمارة، هؤلاء الذين وجدوا حسب البعض ممن التقهم "الشروق" من شهر رمضان فرصة ثمينة لكسب الرزق والربح السريع.. لكن كل هذه المعوقات وحتى الصوم لم يحد من التدفق الكثيف للناس قصد اقتناء حاجياتهم وفي أوقات مبكرة وكأنهم متخوفون من أن تنفذ السلع من السوق، سألنا البعض من المتسوقين من الجنسين وحتى العجائز، حيث قالت لنا إحداهن: "كل شي غالي بصح واش نديروا لازم نشروا.." وأضافت في ذات السياق سيدة أخرى: "نبكّر لأن الوقت ما يكفينيش باش نوفق بين الفطور وعمل الخياطة.. لكن السيد (ر. ع)قال إنه يتسوق باكرا لتفادي التدافع المخيف على السلع، حيث أضاف أنه ما إن تصل الساعة الثالثة زوالا حتى تبدأ التدافعات وحتى الشجارات بين الباعة والمتسوقين وهذا ما لا أحبّذه.. وحتى المخابز لم تسلم من التدافع للحصول على أحسن الأنواع منها، وحتى النساء حسب ما لاحظناه في إحدى المخابز لم تحترم حرمة هذا الشهر الفضيل بالتشاجر والتنابز بكلمات غير لائقة بها، والغريب أن معظمهم أرجع سبب هذه السلوكات إلى "الصوم" وكأن الأكل هو الذي يحدد مزاجهم، وفي وسط الحديث تدخل واحدة من اللاتي كن في نفس المخبزة لتقول: "هذا الغاشي لازم ما يصومش لأنه غير مسؤول ويرجع كل أخطائه في هذا الشهر إلى "الصيام"". * جمعنا العديد من انطباعات الناس حول ظاهرة القلق والتشاجر التي تتزايد حدتها في الشهر الكريم، حيث من المفروض أن تقّل فوجدنا في الخلاصة ما قاله الكثير منهم أن ظاهرة القلق والتدافع بين الناس وخاصة في الأسواق هي ميزتنا الخاصة ولا دخل لشهر رمضان فيها، وأضاف السيد(ع. ب) في الختام: "نحن الجزائريين مزاجيون بطبعنا".