أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية ومجموعة من الفصائل المسلحة العربية، مساء الأحد، توحيد جهودها العسكرية في المرحلة المقبلة، في إطار قوة مشتركة باسم "قوات سوريا الديمقراطية". وقالت هذه التشكيلات في بيان مشترك، إن "المرحلة الحساسة التي يمر بها بلدنا سوريا وفي ظل التطورات المتسارعة على الساحتين العسكرية والسياسية تفرض بدورها أن تكون هناك قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع بين الكرد والعرب والسريان وكافة المكونات الأخرى". ويأتي هذا البيان بعد إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية، أنها ستقدم معدات وأسلحة "لمجموعة مختارة من قادة الوحدات" حتى يتمكنوا من تنفيذ هجمات منسقة في مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وذلك بعد فشل برنامج تدريب خمسة آلاف معارض سوري معتدل. وتابع أن "تشكيل قوات سوريا الديمقراطية" يضم "التحالف العربي السوري وجيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع ألوية الجزيرة" بالإضافة إلى "المجلس العسكري السرياني" المسيحي و"وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة". وقاتلت معظم هذه الفصائل لا سيما مقاتلي "بركان الفرات" والمجلس العسكري السرياني إلى جانب وحدات الشعب الكردية في معاركها ضد تنظيم "داعش" وتحديداً في شمال شرق البلاد. وأثبتت الوحدات الكردية التي طردت التنظيم المتطرف من مناطق عدة في شمال البلاد أنها القوة الأكثر فاعلية في التصدي له في سوريا، وفق محللين. كما تعد حليفاً رئيسياً للتحالف الدولي بقيادة أمريكية الذي وفر لها غطاء جوياً في معاركها ضد الجهاديين، ما أثار استياء الفصائل المعارضة التي لم تحظ بدعم مماثل. وتصاعد نفوذ الأكراد في سوريا بعدما ظلوا لعقود مهمشين مقابل تقلص سلطة النظام الذي انسحبت قواته تدريجياً من المناطق ذات الغالبية الكردية مع اتساع رقعة النزاع عام 2012. وظهرت وحدات حماية الشعب إلى العلن وحملت السلاح للدفاع عن مناطق الأكراد في مواجهة فصائل مسلحة وتنظيم "داعش". يذكر أن الأكراد أعلنوا العام 2013، إقامة إدارة ذاتية في مناطقهم. وشكل تصاعد نفوذ الوحدات التي تعد الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، مصدر قلق رئيسي لتركيا التي تعتبر هذا الحزب فرعاً لحزب العمال الكردستاني وتخشى إقامة حكم ذاتي على حدودها.