رفض العقيد عمار بن عودة، آخر عضو في مجموعة 22 التاريخية، ما ورد في رد الجنرال خالد نزّار عليه بشأن تصريحاته الأخيرة في جامعة الطارف، مخاطبا إياه بالقول "أتحداه أن ينشر أي وثيقة موقعة باسم بن عودة أوالرئيس الراحل هواري بومدين، بشأن تحميل الأسلحة الجزائرية من مرسى مطروح المصرية بعد الاستقلال". وذهب العقيد عمّار بن عودة بعيدا في رده على وزير الدفاع الأسبق، متهما إياه بالتناقض في أقواله حيال قضية الأسلحة، بالنظر إلى ما ورد في كتابه الصادر منذ سنوات، وما قاله أول أمس، مضيفا بأن نزّار لم يرسل أبدا باخرة لتحميل الأسلحة من الإسكندرية، بل قمنا بتأجير باخرة من شركة مصرية، أجرها الرائد أمين من المخابرات البحرية، وقد وصلت بالفعل إلى الجزائر خمس بواخر، ثلاث منها أفرغت في العاصمة، والرابعة في ميناء عنابة، وكذلك الخامسة التي انفجرت هناك، ولنا عودة إلى هذا الموضوع لاحقا. وقال العقيد بن عودة ل"الشروق"، أنه يعي جيدا أسباب حقد الجنرال عليه وعلى الرئيس هواري بومدين، هذا الأخير الذي قال أنه طرد خالد نزار من الجيش قبل وفاته، ولو عاش بومدين ما وصل نزار إلى ما وصل إليه اليوم، فبومدين أعطى أمرا صارما إلى عبد القادر شابو الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني آنذاك بطرده، بناء على التقرير الذي تسلمه من مصالح الأمن الجزائرية في باريس، والذي مفاده أن الجنرال يقضي سهرات مع المجرم الجنرال الفرنسي "مارسيل بيجار" في بيته، وهو الجنرال الذي اشتهر بممارساته القمعية والتعذيبية في حق الجزائريين إبان الثورة التحريرية، الأمر الذي أغضب الرئيس بومدين إلى درجة كبيرة. ويقول بن عودة مخاطبا نزار: "عندما وصلت إلى العاصمة استقبلك شابو، وطلب منك التخفي عند "زرڤيني" حتى يصدر الأمر، وبالفعل فقد اختفيت ولم تعاود الظهور إلا في جنازة المرحوم هواري بومدين، ويبدو أنك نسيت هذا الأمر بسبب شيخوختك، ولكنه ليس أمرا هينا". وأضاف بن عودة بأن عبد القادر شابو هو من دعم نزار في عهد الشاذلي بن جديد، والذي يقول أنه أرغم من طرف نزار وجماعة مكونة من عشرة عسكريين، على إلغاء الانتخابات التشريعية عام 1991، وأن الشاذلي كان رافضا رفضا مطلقا إلغاءها، على اعتبار أنه أعطى عهدا بنزاهتها. وعن حقيقة ما حدث في تلك الفترة وعلاقة نزار به، قال العقيد أن "سعيد سعدي اتصل بالجنرال، وقال له بالحرف الواحد، السلطات الفرنسية لا تقبل حكومة فيها أعضاء من جبهة الإنقاذ، بناء على اتفاق طالب الإبراهيمي ممثل الرئيس بن جديد، والمرحوم عبد القادر حشاني و-الذي أشهد انه كان رجلا سياسيا ماهرا ويختلف كليا عن علي بلحاج-، إذ خلص الاتفاق إلى قبول ثلاثة أعضاء من الفيس في الحكومة القادمة، وقد قبل الطرفان، عباس مدني والشاذلي، بهذا القرار لولا تدخل جماعة نزار، التي أدت به إلى تقديم استقالته. وحول علاقته مع خالد نزار، قال العقيد أنه على ما يبدو لم ينس أنه في 1958 عندما أسست لجنة العمليات الشرقية والغربية "الكوم"، ووزعت المسؤوليات على الضباط القادمين من الجيش الفرنسي، رفض هو وعمارة بوقلاز والعموري تولية الضباط القادمين من الجيش الفرنسي أية مسؤوليات، وطلبوا ذلك من الراحل كريم بلقاسم المكلف بالدفاع في اجتماع رسمي، وأعيد منح مسؤوليات تسيير الجيش في الحدود إلى عمارة بوقلاز وبن عودة والعموري.