تزايدت بشكل لافت الحوادث الأمنية والمسلحة في الفترة الأخيرة بمنطقة الدبداب الحدودية بولاية إيليزي. وتطرح الحوادث المسلحة والخطف والاستيلاء على المركبات والتصفية الجسدية بطريقة هوليودية، أكثر من سؤال عن حقيقية الوضع الأمني الذي تعرفه مدينة الدبداب المحاذية للحدود الليبية، التي تعتبر إلى حد الآن ساخنة بشكل لافت، خلافا للوضع بالنسبة إلى المناطق الأخرى للشريط الحدودي مع ليبيا،الذي يسجل تراجعا كبيرا في الحوادث الأمنية في الفترة الأخيرة، خاصة بالنسبة إلى المنطقة الجنوبية من الولاية، حيث بقيت منطقة الدبداب تسجل حوادث غريبة أغلبها حوادث عنف يستعمل فيها السلاح والتعدي الجسدي والخطف. فقد سجلت المنطقة على رأس القضايا الأمنية ما عرف بقضية الوالي الأسبق للولاية، محمد العيد خلفي، الذي تم اختطافه واقتياده نحو التراب الليبي، من طرف مجموعة من الشباب المسلحين في 16 جانفي 2012، وتبين لاحقا أنهم من أبناء المنطقة، لكن الحوادث لم تتوقف عند هذا الحد لتستشري بشكل غريب، أين سجلت المدينة عمليات رمي بالرصاص الحي من طرف أشخاص، ضد آخرين حتى داخل المدينة. وتتواصل المشكلة الأمنية في شكل عمليات اختطاف مرة أخرى، حيث تم اختطاف المدعو "م. قدوري". وهو أحد أعيان المدينة، واقتياده من طرف مجموعة مسلحة نحو وجهة مجهولة ولم يتبين مصيره إلى اليوم، حيث رجحت أغلب الآراء أن تكون وجهة المختطفين التراب الليبي. وتواصل هذا السيناريو المرعب بشكل آخر، من خلال عملية الاستيلاء على مركبة عمومية تابعة لبريد الجزائر مؤخرا من طرف مجموعة مسلحة أيضا، كانت في مهمة بالمنطقة ولم تعرف وجهتها هي الأخرى، تضاف إليها قضية وفاة شابين من المدينة قبل أكثر من شهر في منطقة المثلث الحدودي الجزائري الليبي التونسي رميا بالرصاص، ورميهم بعرض الصحراء. وهاهي حادثة أخرى تسجلها المنطقة قبل ثلاثة أيام، راح ضحيتها شاب من المدينة، يبلغ من العمر 30 سنة، تم ذبحه والتنكيل بجثته بالحرق والاستيلاء على مركبته. وهي الحادثة التي تؤكد صعوبة الوضع الأمني بسبب العمليات الأمنية المتكررة وكلها أصبحت تثير بصورة جدية مخاوف سكان الدبداب الحدودية.