حياة الذل والبخل التي كانت تحياها الزوجة الثانية دفعتها إلى التسول والاقتيات من حاويات الأزبال مع أبنائها الأربعة. ويوم الواقعة "تغمضت عيناي" وتناولتُ العصا التي دأب الاعتداء بها علي ووجت إليه ضربة أردته جثة هامدة -تقول الجانية، 48 سنة. المجني عليه شيخ ناهز السبعينات من العمر متقاعد ويعمل فلاحا ويمارس "الشعوذة" ويقصده الناس من ولايات الوطن، طلبا للشفاء وحل مشاكلهم، حسب اعتقادهم، بشهادة معارفه أثناء التحقيق. ورغم ما يجنيه من مال غير أن ذويه كانوا يعيشون وضعا مزريا في بيت يشبه الزريبة بحي مرمان في البليدة. وتضيف المتهمة أن رب الأسرة لم يكن يقوم بواجب الإنفاق، إلى درجة اضطرارهم إلى جمع الخبز اليابس المخصص للأبقار وتبليله بالماء لسد جوعهم. أما ما زاد من احتقانها فكونه صار يهددها بإعادة الزواج. وفعلا حضرت امرأة رفقة شقيقتها ووالدتها وقاموا بمعاينة المنزل وحددوا موعد القران. أما عن يوم الواقعة، التي تعود إلى تاريخ 23 نوفمبر الفارط، حيث إن المجني عليه تقاضى أموالا فطلبت منه زوجته اقتناء السكر والقهوة فلم يرد عليها وطلب منها مغادرة المسكن رفقة أولادها. فرفضت ودخلت معه في نقاش وتعالت أصواتهما فحاول الشيخ ضربها بعصا إلا أنها تفادتها لتمسك ذات العصا وانتابتها "هستيريا" ولم تدر ما كانت تنوي فعله- تقول الجانية- ووجهت إليه ضربة على الرأس فوقع جثة هامدة. وبمقص خاص لتقليم الأشجار انهالت عليه بالضرب على مرأى من ابنها، 12 سنة. وبواسطة فأس حفر الطفل المتهم حفرة بفناء المنزل ودفن جثة والده وردمها بالتراب ووضع بالمكان حوض استحمام قديما، بينما عثرا على مبلغ 53 مليون سنتيم بملابس الضحية .
الابن الجاني قال خلال التحقيق إنه لا يشعر بأي حنان تجاه والده، كونه السبب في توقفه عن الدراسة، وأنه كان ينوي طردهم وإعادة الزواج. الأمر الذي جعله يشارك والدته جريمة القتل وطمس آثارها.. الحركة غير العادية داخل مكان الجريمة جعلت أحد الجيران ينتبه إلى أن شيئا ما يحدث، لا سيما بعد مشاهدة كمية من الدماء تخرج من رواق مسكن الضحية ليتم إبلاغ مصالح الدرك الوطني. وبعد التفتيش، عثر على الجثة مدفونة بفناء المسكن.. الأم من المنتظر أن تمثل اليوم الأحد أمام محكمة الجنايات بالبليدة فيما حول ابنها على محكمة الأحداث عن تهمة المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وطمس آثار الجريمة لعرقلة سير العدالة.