يعيش سكان الحي القديم لسيدي أمحمد، مشاكل عويصة أثقلت كاهلهم بفعل غياب التنمية والنقص الفادح في عديد الضروريات، الأمر الذي حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق، وسط تجاهل تام من طرف السلطات المحلية لبئر توتة. عبر السكان في حديثهم ل "الشروق" عن تذمرهم الواسع من اللامبالاة المنتهجة من طرف السلطات المحلية المتعاقبة، بعدما أخلت بكافة وعهودها تجاههم، لاسيما وأن الحي الذي يضم المئات من العائلات يفتقد إلى بوادر التنمية، حيث لا يزال مثالا للحياة البدائية بسبب العزلة التي يتواجد عليها، والوضعية السيئة لطرقاته. وندّد السكان بتماطل السلطات المحلية في تجسيد مشروع تزفيت الأرضية الترابية له، على الرغم من أنه يعد أقدم حي ببلدية بئرتوتة، بعدما قدم الكثير إبان الثورة التحريرية، لكنه منذ الاستقلال يعاني التهميش والحرمان، وأكد محدثونا أن مصالح البلدية طمأنتهم في كثير من المناسبات بالشروع في أشغال التهيئة بعدما رصدت له غلافا ماليا قدر بمليار و500 مليون سنتيم لكن من دون جدوى، متسائلين في ذات الوقت عن سبب عدم الانطلاق في المشروع ما دام الغلاف المالي المخصص له جاهزا. واتهم محدثونا السلطات بالتمييز بينه والأحياء المجاورة، مشيرين إلى أنه في الوقت الذي تم تزويد الحي الجديد بكافة المتطلبات من إنارة عمومية وخدمات الهاتف الثابت، وأماكن للترفيه، إلا أن حيهم الذي يقع على بضعة أمتار محروم منها، فالإنارة العمومية غائبة، الأمر الذي يفرض عليهم حظرا للتجوال مباشرة بعد غروب الشمس، فيما تشهد المنطقة نقصا فادحا في وسائل النقل، أما الربط بخدمة الهاتف الثابت فقد أضحى حسب تعبير محدثينا من سابع المستحيلات. وهدّد السكان بشنّ حركة احتجاجية واسعة أمام مقر البلدية في حال واصلت هذه الأخيرة تهميشهم، مقدمين لها مهلة أخيرة قصد مباشرة أشغال تعبيد الطرقات مثلما وعدتهم في وقت سابق، وغلق مقر البلدية، داعين في ذات السياق والي العاصمة إلى التدخل بعدما تماطلت السلطات المحلية في تنفيذ تعليماته ووعوده بتهيئة الحي في زياراته العديدة إليه. من جهته قال رئيس بلدية بئر توتة إن مشروع تزفيت طرقات حي سيدي امحمد لم تجمد، وإنما أجل بفعل التحفظات التي أقرتها اللجنة التقنية، جراء عدم استكمال مشروع ربطه بباقي أجزائه بقنوات الرصف الصحي، واعدا في ذات السياق بالانطلاق في رفع التحفظات.