اهتزت ثانوية المجاهد عيسى بن طبولة، بحي بوالروايح بمدينة قالمة، عصر الثلاثاء، على وقع حادثة غريبة ومرعبة، عندما حاول التلميذ "ر. س"، البالغ من العمر 19 سنة، المتمدرس بالصف الأول ثانوي، عندما فاجأ أساتذته وزملاءه بسكب البنزين على جسده وإضرام النار فيه بولاعة كانت في جيبه، محاولا وضع حد لحياته، داخل حرم الثانوية، وسط دهشة، الأساتذة والتلاميذ والعاملين بها تزامنا مع احتضان الثانوية المنافسة التربوية مسابقة بين الثانويات . سارع بعض العاملين في الثانوية إلى استخدام قارورات الإطفاء لإخماد ألسنة النيران المشتعلة في جسد التلميذ المحترق، وأيضا أقمصتهم، محاولين إنقاذه والاتصال بمصالح الحماية المدنية التي سارعت بالتدخل لنقله إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى الحكيم عقبي، أين قام الأطباء بتنظيف جسده من آثار الحروق الخطيرة التي تعرض لها ووضعه تحت العناية الطبية المركزّة، وبلغت درجة الإصابة حروقا من الدرجة الثالثة وقد ينقل إلى مصلحة الحروق بمستشفى عنابة. وقد خلفّت هذه الحادثة حالة من الفزع والهلع في أوساط الحاضرين، الذين لم يجدوا أي تفسير لإقدام التلميذ على تنفيذ عملية الانتحار بهذه الطريقة، فيما يعتقد أن التلميذ المصاب، كان يعاني من بعض المشاكل في محيطه، التي قد تكون سببا في إقدامه على تنفيذ محاولة الانتحار بهذه الطريقة، في ظلّ غياب تام للدور المنوط بالأخصائيين النفسانيين في المؤسسات التربوية، الذي أصبح مقتصرا فقط على حالات التوجيه فقط دون التكفل النفسي بالتلاميذ الذين يعانون من مشاكل اجتماعية أو دراسية معقدة، كما قال أحد أساتذة الثانوية ل "الشروق اليومي".
محاولة الانتحار هذه داخل محيط الثانوية أربكت التلاميذ وأصيبت بعض التلميذات اللائي حضرن الحادثة بحالات إغماء وتم نقلهنّ على إثرها إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى الحكيم عقبي لتلقي الإسعافات. فيما باشرت المصالح الأمنية المختصة تحرياتها وتحقيقاتها في الحادثة، وفتحت مصالح مديرية التربية بالولاية تحقيقا إداريا لمعرفة أسباب وقوع هذه الحادثة الخطيرة، التي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المؤسسات التربوية بالولاية.