مبعوث الشروق رفقة وزير الخارجية الايراني أكد وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، أن العلاقات الجزائريةالإيرانية هي علاقات استراتيجية، وأعرب خلال استقباله الوفد الإعلامي الذي زار طهران عن أمله في ترقية هذه العلاقات. وبخصوص الملف النووي، أشار متكي في حواره مع الشروق اليومي، أن بلاده ترفض تعليق تخصيب اليورانيوم، وتتمسك بحقها المشروع في اكتساب الطاقة النووية للاغراض السلمية. * عرضنا المساعدة الفنية وخبرتنا في مجال الطاقة عمرها 100 سنة * * س: ماهو تقييمكم للعلاقات الجزائريةالإيرانية، وما هي آفاق هذه العلاقات؟ * * ج: سعيد ومسرور للحديث مع الشعب الجزائري من خلال الصحافة الجزائرية، خاصة بعد حدثين هامين؛ زيارة الرئيس الجزائريلطهران شهر أوت الماضي، وزيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الى الجزائر. زيارة الرئيس الجزائري الى طهران قبل نحو شهرين كانت زيارة تاريخية ومحطة مهمة وهامة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وقد تبادل قادة البلدين الحوار حول سبل تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي بين البلدين في مجال الطاقة والصناعة والتبادل التجاري بين البلدين، وبحث المشاريع المختلفة في البلدين، وقد اطلقت الحكومة الجزائرية في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خطة تنموية شاملة والجمهورية الاسلامية الإيرانية أبدت رغبتها للمشاركة بالتعاون في تنفيذ هذه المشاريع الفنية. إيران لديها خبرة في مجال الطاقة بأكثر من 100 سنة، ولإيران أكثر من 150 مليار دولار هو حجم التبادل التجاري بين إيران ودول العالم، ومن أولويات إيران زيادة حجم الواردات من الجزائر الى إيران، وايضا يسرنا ان نعمل على تلبية احتياجات الجزائر من مختلف المجالات. * وعلاقات الجزائروإيران مبنية على أساس التعاون المشترك والمصالح المشتركة لإيجاد مزيد من الأمن والاستقرار في المنقطة. الجزائروإيران بلدان مهمان في منطقتين مهمتين، وإيرانوالجزائر لهما دور فاعل ونشط في السياسة الاقليمية، وفي زيارتي الأخيرة الى نيويورك تباحثنا انا ووزير الخارجية الجزائري والامين العام لجامعة الدول العربية وأمين عام الإتحاد الإفريقي، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، واتفقنا على مواضيع وقرارات هامة حول موضوع السودان، ولهذا فإيرانوالجزائر بريان في الاتجاه الصحيح والمناسب. * * س: ماهو موقف الحكومة الإيرانية من الصراع الدائر حول الصحراء الغربية؟ * * ج: نعتقد ان حل موضوع الصحراء الغربية يجب ان يحل بالطرق السلمية وعلى اساس الحوار، كما تعلمون فإن موضوع الصحراء طرح على مستوى الأممالمتحدة كما طرحت بعض طرق الحل، وايضا ندعم جميع طرق الحل على اساس العدالة والمساواة لحل قضية الصحراء. ولهذا وفي اللقاء الأخير الذي جمعني بوزير الخارجية الجزائري، طرح هذا الموضوع، واتفقنا على بعض الامور، وفي الزيارة الاخيرة للرئيس الجزائري الى طهران، وفي البيان الختامي للزيارة، وفي البند الأخير من هذا البيان، طرح هذا الموضوع. * * س: لايزال موضوع الملف النووي الإيراني يراوح مكانه بين الشد والجذب بين مختلف الاطراف المعنية به، الى أي مدى تقدمتم على مستوى مسار المفاوضات؟ * * ج: مشروع إيران النووي سنستمر في تطويره حتى الحصول على 20 ألف ميغاواط من الكهرباء، والنشاط النووي الإيراني سيستمر بحيوية الى غاية تحقيق هذا الهدف، لهذا نشاطنا النووي مستمر، وهو حقنا المشروع، ولا نحتاج الى ترخيص من أي احد، مع اعلان بعض الدول بأهداف سياسية للتشكيك في اهداف المشروع النووي الإيراني السلمي، ولكننا نوضح دائما وبشفافية مطلقة اهدافنا في حق اكتساب إيران القدرة النووية للأغراض السلمية. * في السنة الماضية كان لنا اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن تطرح الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي سؤال بشأن البرنامج النووي الإيراني السلمي، وبدورنا التزمت إيران ان ترد بشفافية كاملة على هذه الأسئلة. الوكالة طرحت جميع الأسئلة، واعترفوا حاليا انه ليس لديهم أي سؤال آخر، وقمنا بالرد على جميع اسئلتهم، وكتبوا لنا وارسلوا لنا أن الرد الإيراني كان ردا كافيا على تلك الأسئلة، وهذا النشاط تبادل المذكرات استمر نحو سنة كاملة. * ومع نهاية هذا المشروع طرحت الولاياتالمتحدةالأمريكية ادعاءات كاذبة حول مشروع إيران النووي، ولو أرادوا أن يستمروا في هذه اللعبة لن تنتهي إذن أبدا؛ لأن الأسئلة الماضية التي طرحت من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية أيضا قد طرحت بشكل ادعاءات من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية. لهذا قلنا للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن عليها لا تقع في فخ الادعاءات الأمريكية، ومع هذا أبدينا استعدادنا الكامل للحوار مع مجموعة 5+1، الحوار الذي انطلق في مدينة جنيف، بمشاركة مندوب الولاياتالمتحدةالأمريكية لأول مرة في هذا الحوار، ومن جهتنا رحبنا بهذه المشاركة؛ لأنه إلى حد ذلك الوقت كان الأمريكيون يرددون أنهم لن يشاركوا في أي حوار او مفاوضاوت حتى توقف إيران عملية تخصيب اليورانيوم، ولكن حضور مندوب أمريكي في حوار جنيف أظهر أنهم تركوا شروطهم المسبقة للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الإيراني، وهو أمر جيد بالنسبة لأمريكا، ونحن من جهتنا ندعم استمرار الحوار، وهم يعلمون جيدا أن عملية تعليق تخصيب اليورانيوم أمر غير مقبول. * * س: ماهي المقترحات التي تقدمت بها إيران مؤخرا إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ * * ج: قدمت إيران حزمة من المقترحات التي أرسلتها إلى مجموعة 5+1، كما تلقت مجموعة من المقترحات، وموضوع آخر حول استمرار الحوار، وفي اقتراحهم للحوار طرحوا أن قسما من الحوار يتوقف على تعليق تخصيب اليورانيوم، والقسم الآخر على أساس وقف مقابل وقف، الوقف بمعنى عدم مواصلة تطوير البرنامج النووي الإيراني، في أية جهة مهما كانت، ونحن أيضا قدمنا لهم مقترحات، وقلنا لهم عليكم بحذف خيار التعليق، وأكدنا في اقتراحنا أن تعليق تخصيب اليورانيوم يجب أن يحذف بشكل كامل، وفي بقية التفاصيل يمكن أن نصل إلى توافق بشأنه عن طريق المفاوضات، ونحن نقبل بما سيتمخض عن هذا الحوار، لهذا نرفض التعليق، ونتحاور حول جميع الخيارات المطروحة. * * س: يتحدث المراقبون عن مؤشرات محتملة لتقارب بين الأمريكيين والإيرانيين، من خلال مقترح فتح مكتب تمثيل لمنظمة أمريكية غير حكومية، ومن جهة أخرى من هو المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية القريب من الأطروحات الإيرانية؟ * * ج: أنتم ترون اليوم العلاقات الأمريكيةالإيرانية، نحن في 28 سنة هناك قطيعة في العلاقات بين البلدين، ولكن في كل وقت حديث عن إيران في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأيضا هناك حديث دائم عن الولاياتالمتحدةالأمريكية في إيران. هذه إشارة تدل على ان موضوع إيران موضوع مهم بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية، ومن رأي الإيرانيين أن الولاياتالمتحدةالأمريكية بلد مهم وهام في السياسات الدولية، وليس لدينا سياسة قطيعة أبدية بين إيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية، والشيء المهم انه يجب على الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تغير سياستها اتجاه المنطقة، وخاصة إيران. * * س:هل من الممكن على ضوء احتمال صعود رئيس جديد في امريكا وإجراء انتخابات رئاسية جديدة في إيران العام المقبل، أن يدفعا إلى تغير في سياسات كلا الطرفين؟ * * ج: من المبكر أن نتكلم في هذا الموضوع، ولا نعرف بعد المرشحين. خلال 28 سنة الماضية لم نشعر بأي تغيير في سياسات الرؤساء الأمريكيين (الجمهوريون أو الديمقراطيون) حول منطقتنا، ولكن نشعر بأن حاليا الجميع يتحدث عن تغيير في سياسات الولاياتالمتحدةالأمريكية في المنطقة، خاصة كل شخص يفوز في الانتخابات الأمريكية المقبلة لن يتمكن من مواصلة تنفيذ مثل هذه السياسات، ولو شاهدنا تغييرات جذرية في السياسة الأمريكية يمكن أن ندرس الموضوع. * * س: ماذا بخصوص اعتماد المنظمة غير الحكومية الأمريكية في طهران؟ * * حتى الآن لم نسجل أي طلب من مؤسسة غير حكومية أمريكية في طهران، ولكن الإيرانيين المقيمين داخل أو خارج البلد بإمكانهم أن يسجلوا هذه المنظمات حسب قوانين البلد. * * س: وإذا كانت منظمة أمريكية تريد تسجيل نفسها في إيران، هل من الممكن أن تحصل على ترخيص لها؟ * * ج: لم نستقبل أي طلب من الجانب الأمريكي، إذن لم نسجل أية جمعية بهذا الشأن. * * س: في ظل التكتلات التي أصبحت تطبع العلاقات الدولية مع مطلع الألفية الجديدة، هل إيران تنظر إلى الجزائر كحليف استراتيجي؟ * * ج: لدينا علاقات متواصلة مع العديد من البلدان، وأيضا علاقات استراتيجية مع الكثير من البلدان في مختلف أنحاء العالم على مبادئ المصالح المشتركة، ولإيران علاقات متميزة في شمال إفريقيا، وخاصة مع الجزائر، مبنية على أساس مصالح البلدين المشتركة، ويمكن لكم أن تضعوا هذا العنوان بأن علاقات إيرانوالجزائر علاقات استراتيجية.