أعلنت إيران على لسان المتحدث باسم الحكومة غلام حسين أن الحزمة الأوروبية التي حملها منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس إلى طهران لن تكون محل نقاش على الإطلاق إن تضمنت نقطة تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم.وأضاف أن "رأي إيران واضح، وهو أن أي شرط مسبق غير مقبول". وقد قدم تلك الحوافز للجانب الإيراني منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أثناء لقائه في طهران وزير الخارجية منوشهر متكي. وأعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن رد إيران على عرض الدول الكبرى يتوقف على "رد منطقي وبناء" من الدول الست الكبرى (الدول الأعضاء الدائمة بمجلس الأمن وألمانيا) على عرض قدمته بلاده في ماي الماضي لتسوية مشكلات العالم. وأضاف الوزير الإيراني أن "نظرة واقعية إلى العرض الإيراني ستسمح بإجراء مفاوضات بناءة في جميع المجالات". كما أشار متكي إلى أن الجانب المتعلق بالملف النووي في عرض بلاده يتطرق إلى "الالتزامات العالمية لجميع الدول, لا سيما التأكيد أن لا انحراف في النشاطات النووية وإقامة شركات كونسورسيوم (للتخصيب) في دول عدة ولا سيما إيران وتشديد مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للنشاطات النووية في جميع الدول". وكان سولانا عبر عن أمله في أن تمثل حزمة الحوافز التي قدمتها الدول الأوروبية بداية لمرحلة جديدة لحل النزاع مع طهران, لكنه قال إنه لا يتوقع "معجزات" في زيارته الحالية لإيران. وأضاف أن العرض "السخي" سيدعم إيران في تطوير برنامج حديث للطاقة النووية ويغطي أيضا العلاقات السياسية والاقتصادية. ويعترف العرض الأوروبي الأخير "بحق إيران في تطوير أبحاث وإنتاج واستخدام الطاقة النووية لأهداف سلمية". كما يقترح -كما حصل في عام 2006- مساعدة طهران على امتلاك التكنولوجيا "الأكثر تطورا" وضمان تزويدها بالوقود النووي. كما تشمل الحوافز أيضا استعداد واشنطن لتزويد طهران بقطع الغيار الضرورية لتطوير أسطولها المتقادم من الطيران المدني والتي تخضع حاليا لحظر. وتعرض تطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين طهران والدول الست. لكنه بالمقابل يدعو طهران إلى ضرورة الانصياع لأربعة قرارات صادرة من مجلس الأمن الدولي منها ثلاثة مرفقة بعقوبات تدعوها إلى تعليق تخصيب اليورانيوم وتعاون أكبر مع الوكالة الذرية. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد صرح الأسبوع الماضي بأن بلاده لن تتخلى عن "كرامتها" في الشأن النووي مقابل حوافز, مؤكدا "لن نقايض كرامتنا بأي شيء". وفي أول تعقيب على الموقف الإيراني،أعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن "خيبة أمله" إزاء رفض إيران الحوافز التي قدمها لها الاتحاد الأوروبي لوقف برنامجها النووي, في وقت طالبت فيه طهران بالرد على عرضها لتسوية مشاكل العالم. وقال بوش في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس "أشعر بخيبة أمل لأن الزعماء الإيرانيين رفضوا هذا العرض الكريم على الفور". وأضاف بوش أن الرفض الإيراني "مؤشر إلى الشعب الإيراني بأن قيادته تريد عزلة أكثر". وكان الرئيس الأميركي صرح في جولته الأوروبية الحالية بأن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة"، في إشارة إلى إمكانية اللجوء للخيار العسكري لوقف البرنامج الإيراني. ومن جانبه قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن "امتلاك إيران للقنبلة النووية أمر مرفوض".