يشتكي أولياء تلاميذ إكمالية "مهدي السعيد" بوادي غير في بجاية، من أخطار مختلفة جعلتهم يتخوفون على حياة أبنائهم، حين التحاقهم بمقاعد الدراسة، ما جعل الأولياء يدقون ناقوس الخطر، حيث يعيش تلاميذ هذه الإكمالية في رعب دائم بسبب تعرضهم لخطر الموت الذي يهدّدهم يوميا نظرا للظروف التي يدرسون فيها والحالة التي آلت إليها مؤسستهم التربوية بسبب تصدعات وتشققات التي لحقت بأساساتها، وذلك منذ زلزال 2012 الذي ضرب الولاية. ورغم مناشدتهم المتكررة للمديرية الوصية للتدخل السريع لإصلاح تصدعات في أجنحة مختلفة من مؤسستهم التربوية، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، وقال بعض الأولياء أن أبناءهم معرضون لخطر يحدق بهم في كل وقت، مع العلم أن 393 تلميذ يدرسون بهذه الإكمالية، وأن جمعية أولياء هذه الأخيرة قد راسلت مديرية التربية في هذا الشأن. كما تحملت جمعية الأولياء مهمة الاتصال بمصالح المراقبة التقنية بالولاية لكنهم أخبروا أنه يجب المرور عبر مديريتهم بالعاصمة، لتتحمل هنا أيضا جمعية أولياء تلاميذ هذه المؤسسة مهمة الاتصال، حيث وفي الوقت الذي بقيت فيه المديرية الوصية تتفرج، فقد راسلت جمعية أولياء تلاميذ هذه المؤسسة التربوية بمعية مديرها، مديرية مصالح المراقبة التقنية بالعاصمة، وكان جوابهم بضرورة دفع مبلغ 14 مليون سنتيم من أجل إجراء تقرير الخبرة على هذه المؤسسة التربوية، والغريب في كل هذا أن مصالح التربية بالولاية لم تدفع لحد الساعة هذا المبلغ مما حال دون إجراء عملية مراقبة لهذه البناية التي تضررت- حسب جمعية أولياء التلاميذ- العديد من أعمدتها. وأشار أولياء التلاميذ إلى مشكل آخر بعدما أضحت هذه المؤسسة التربوية تشتغل حسب الأحوال الجوية، فإذا تساقطت الأمطار بالمنطقة لمدة 4 ساعات- يقول الأولياء تتوقف الدراسة بهذه الإكمالية بسبب الفيضانات التي تغرق فيها، وهو المشكل الثاني الذي رفعته جمعية أولياء التلاميذ إلى المديرية الوصية التي أوفدت بدورها لجنة إلى عين المكان بحضور مصالح الري، حيث تم الاتفاق على ضرورة إعادة تأهيل شبكة صرف مياه الأمطار بهذه المؤسسة، والغريب أنه طلب من جمعية تهتم بمصلحة تلاميذ هذه المؤسسة التربوية بإعداد مخطط طوبوغرافي، هذا الأخير الذي ساهم في إنجازه رئيس بلدية وادي غير. ورغم كل هذه المتاعب، إلا أن مصالح مديرية التربية بالولاية تماطلت في عملها- يضيف الأولياء إذ وبعد 3 أشهر من إيداع الملف المطلوب لدى مديرية التربية، فإن هذه الأخيرة لم تتمكن إلى حد الساعة من إنجاز بطاقة تقنية بسيطة، فما بالك بتجسيد المشروع، يتساءل الأولياء، هؤلاء الذين رفعوا مشكلا ثالثا يتعلق بوضعية قاعة الرياضة الضخمة التي تتوفر عليها هذه المؤسسة التربوية والتي لم تستغل إلى حد الساعة بسبب افتقارها إلى البساط، لكن إذا علمنا أن غلافا ماليا قد خصص سنة 2012 لوضع البساط المطلوب، بمبلغ قدره 127 مليون- فهنا تطرح عديد التساؤلات رغم أن مصالح مديرية التربية بالولاية قد تحججت، حسب جمعية أولياء التلاميذ، بانسحاب المؤسسة المكلفة بإنجاز البساط، ليطرح سؤال آخر نفسه، ما الذي منع المسؤولين المعنيين بتعيين مؤسسة أخرى لإنجاز البساط ؟ حتى بقي تلاميذ هذه المؤسسة التربوية يعانون طوال هذه الفترة، رغم الوعود المقدمة لإنجاز البساط منذ الصائفة الفارطة، كما طرح أولياء التلاميذ مشكل افتقار المؤسسة التربوية لمطعم مدرسي، ما يجبر عشرات التلاميذ الذين يدرسون بهذه الإكمالية لقطع مسافة 14 كلم ذهابا وإيابا من أجل تناول وجبة الغذاء في منازلهم، يحدث هذا في ظل أزمة النقل التي تعاني منها بعض هذه المناطق على غرار أعالي ابوراسن ومعذان، حيث اقترحت في هذا الصدد جمعية أولياء التلاميذ، توفير وجبة الغذاء للتلاميذ الذين يقطنون في المناطق البعيدة على مستوى الإكمالية المجاورة لهم، والتي تتوفر على مطعم مدرسي في انتظار إيجاد حلّ نهائي لهذا المشكل.