ثلاثون سنة مرت على انطلاق عمليات زرع الكلى في الجزائر لم تسجل فيها مستشفياتنا سوى زرع مايناهز ألف كلية فقط، في ظل مرافقة الموت لغالبية المرضى الذين ينتهي بهم الغسيل الكلوي إلى عالم الأموات، أين تحتضنهم القبور بعد أن لفظتهم القلوب. وحسب الدكتور بوخلوة رئيس الفيدرالية الوطنية لمرضى القصور الكلوي، فإن 20 ألف مريض بالقصور الكلوي بحاجة ماسة إلى عمليات زرع مستعجلة، من أجل حل مشاكلهم الصحية، حيث يخضعون حاليا للدياليز. واعتبر المتحدث أن عملية التبرع بالأعضاء لاتزال ضعيفة جدا، مستدلا في ذلك بإجراء 1000 عملية زرع كلى فقط منذ جوان 1986، وهو ما يفرض بإلحاح ضرورة بذل المزيد من الجهود من أجل ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع، مرفقة بإرادة سياسية تعكس الاهتمام بهذه القضية. وبالحديث عن الأرقام دوما يضيف بوخلوة أن الجزائر تحصي سنويا 3 آلاف حالة جديدة للقصور الكلوي، ويذكر أن 13 ألف مريض تلقوا علاجهم عبر 237 مركز في العام 2010، وارتفع العدد ليصل إلى 18 ألف مريض تلقوا علاجاتهم في العام 2013. وتراجع سعر التكفل بالمريض بنسبة 40 بالمائة، اعتبارا أن الجزائر أصبحت تنتج تجهيزات ومستهلكات الدياليز منذ عام 1992، حسب رئيس الفيدرالية الوطنية الذي قال"الجزائر تحصي عددا معتبرا من المراكز المتخصصة للدياليز، لكن المستشفيات العمومية باستثناء مستشفيات العاصمة تفتقر للخدمات المتخصصة للكلى." وفي هذا السياق يذكر بوخلوة بترقية واحدة للأطباء المتخصصين المكونين على تقنيات الدياليز منذ 1999 "ومنذ ذلك الحين لم تتم أية ترقية أخرى أو تكوين آخر."