انهارت والدة الرضيعة ذات السنة والنصف من العمر، أميمة بومصران، بعد أن تأكدّت من أنّ رضيعتها وفلذة كبدها رحلت ومن دون عودة، تماما، ولم تتوقف عن البكاء والعويل والنّواح، تصرخ في كلّ الاتجاهات، وتبحث عنها في كلّ الزوايا، وتتنقل بين المنزل والبئر الذي أخذ روح "أميمة" في السّاعة الواحدة عشرات المرّات، تبكي الوالدة بحرقة وألم وأسى، يذيب الحجر قبل قلب المرأة والرّجل. وقالت مصادر قريبة من العائلة، من أنّ الوالدة التّي تابعت مجريات اختفاء ابنتها "أميمة" ذات ال 18 شهرا، وخبر العثور عليها بعد ذلك مرمية في قاع البئر المجاور لمنزل عائلة والديها، بمشتة لحوارك بقرية عين رويبح ببلدية بين الويدان غربي سكيكدة، وصدمة خبر أن شقيقها الذي يعاني من اضطرابات نفسية وعقلية هو من أجهز على روح صغيرتها ورضيعتها أميمة، وعلى الرّغم من حضورها ومتابعتها لعملية انتشال جثة الرضيعة من البئر، من قبل وحدات الحماية المدنية للوحدة الثانوية بتمالوس، إلا أنّها كانت تحسّ وكأنّها تعيش قصّة صادمة.. وقصّة مرعبة، ولم تستفق من الصدمة على الرّغم من توقيف رجال الدرك الوطني للفرقة الإقليمية للدرك الوطني لبلدين بين الويدان لشقيقها الجاني. وعلى الرّغم من جماهير المعزّين الذين أتووا من كلّ حدب وصوب لمواساتها على مصابها الجلل، حتّى أظلم الليل، عندما راحت الوالدة تبحث عن ابنتها، لتضمّها إليها، لتسكنها، لتشبع منها ومن براءتها ومن مشاكساتها، فلم تجدها ولم تعثر عليها، هنا أنهارت الوالدة تماما، وراحت تصرخ وتبكي وتتألم بحرقة كبيرة، ودخل أفراد العائلة في أجواء من الحزن والألم الكبيرين، ولم يجدوا إجابات للأسئلة الكثيرة والمحيّرة التّي طرحتها عليهم والدة "أميمة"، أين أميمة، أين ابنتي، لم وكيف ومن قتل أميمة، وهل سأعود للبيت من دون أميمة، من يضحك ومن يشاكس ومن يملأ بيتي صخبا وضجيجا من دونها، لم يستطع أحدهم أن يقنعها بأنّ أميمة أصبحت الآن عصفورا من عصافير الجنّة، لم يقنعها أحدهم بأنّ أميمة رحلت والى الأبد من دون رجعة، نعم رحلت أميمة ولكنّ والدتها لا تريد أن تصدّق، على الرّغم من أنّها صدّقت بأنّ رحيلها قضاء وقدر، وبأنّ الجاني شقيقها مجرّد ضحية، لكونه يعاني من اضطرابات نفسية وعقلية حادّة، وبأنّه فعل ذلك وندم بعدها أشدّ الندم على فعلته. تجدر الإشارة إلى أنّ بلدية بين الويدان، مازالت تعيش تحت الصّدمة الكبيرة، من جرّاء هذه الحادثة المأساوية والمؤلمة، التي تعتبر سابقة فريدة من نوعها بالمنطقة، إذ يتبادل الشارع المحلي ببلدية بين الويدان، بنوع من الأسى والألم قصّة "أميمة" التي فارقت الحياة، غرقا على يد خالها، قصّة حزينة فعلا، سيّما لعائلتها، ولمن حضر مشهد انتشال جثة "أميمةّ" البريئة من بئر عمقها 10 أمتار، هوت فيها بعد أن رماها خالها، وفي كلّ متر منها، تبتلع لترات من الماء، إلى أن استقرّت في قعر البئر، في صورة مرعبة ومخيفة للغاية، رحم الله أميمة، وألهم والديها وأفراد عائلتها جميل الصبر والسلوان، وعوضّ عائلتها الصّغيرة بالكثير من إخوانها وأخواتها، وأنزل عليهم صبرا وسكينة وطمأنينة ورضا بقضاء الله وقدره.