طالب عدد من سكان أحياء غرداية الوالي بالتدخل العاجل لفتح تحقيق في طريقة توزيع المياه الصالحة للشرب بين الأحياء من طرف مسؤولي الجزائرية للمياه، على خلفية الانقطاعات غير المبررة لهذه المادة الحيوية بأحياء متعددة، رغم توفر الولاية على مخزون مائي هائل. يشتكي نحو 20 ألف مواطن يقطنون بأحياء قصر غرداية من العطش منذ مدة طويلة، بسبب الانقطاعات المتكررة للمياه الصالحة للشرب، التي تستمر أحيانا لنحو أسبوع كامل، الأمر الذي دفعهم إلى المطالبة بتدخل المسؤول الأول في الولاية للنظر في المشكل القائم بعدما فشلت مراسلاتهم التي رفعوها إلى القائمين على مصالح المياه. المشكل المطروح ولد حالة استياء كبيرة في أوساط سكان أحياء القصر، بسبب جفاف الحنيفات، دون أن تتدخل المصالح المعنية لحل هذا المشكل بصفة نهائية، وهو ما ضاعف من حدة قلقهم إزاء الوضعية التي أصبحت حسب السكان لا تطاق، خصوصا أنهم مقبلون على فصل الصيف. وحسب تصريحات رؤساء عدد من جمعيات الأحياء بالقصر ل"الشروق"، فإنه منذ نحو شهرين تمت إعادة تجديد بعض القنوات على مستوى شارعي الشيخ الحواس وأعمير، غير أنه وبمجرد بداية الأشغال انقطعت المياه في قصر غرداية بكل أحيائه على غرار شارع تيضفت، أداود، الحاسي، الراعي، حي باب الحداد، بابا نحمودة، الأمر الذي أدخل السكان في معاناة طويلة للبحث عن هذه المادة الحيوية متعددة الاستعمال. وعلى الرغم من تقديم عدة شكاوى إلى المسؤولين عن فرع الجزائرية للمياه بسوق الحطب، إلا أنه في كل مرة يتم إعطاؤهم وعودا دون تجسيد، وهو ما دفعهم إلى اللجوء إلى حلول مؤقتة على غرار شراء مضخات لجلب المياه من الأنابيب، والاستنجاد بمياه الشاحنات ذات الصهاريج التي تزود الأحياء بهذه المادة. وطالب سكان قصر غرداية بإعادة النظر في زمن التزود بالماء الذي كان ب قدر 5 ساعات في اليوم بينما بعض الأحياء المجاورة تنعم بتزويدها على مدار الساعة بالمياه، إلى جانب فتح تحقيق معمق في أسباب المشكل، فضلا عن الإسراع في إنجاز مشروع الخزان المائي بجانب مقبرة الشيخ أمحمد، حيث سيمكن هذا الأخير من التخلص نهائيا من المشكل المطروح بكل أحياء قصر غرداية. من جهة ثانية، لم تستبعد مصادر "الشروق" أن تكون هناك أياد خفية تفتعل المشكل، خصوصا أن المديرية الولائية للجزائرية للمياه بغرداية، قدمت تبريرات وتوضيحات غير مقنعة تماما للمسؤول الأول في الولاية، بخصوص انقطاع المياه بأحياء غرداية. يذكر أن "الشروق" اتصلت بمسؤول فرع شركة الجزائرية للمياه بسوق الحطب، إلا أنه رفض تقديم أي توضيحات، متحججا بأنه في عطلة، بينما المدير الولائي كان في مهمة عمل خارج الولاية.