أقدم أحد الأندية العلمية النشطة بقسم اللغة الإنجليزية بالقطب الجديد بجامعة أبي بكر بلقايد في تلمسان على تنظيم احتفالية، حملت اسم "مارطون الألوان"، وهي الاحتفالية التي شارك فيها ما يزيد عن 1200 طالب وطالبة من مختلف الكليات بالجامعة وبحضور رئيس الجامعة والسفير الإسباني بالجزائر آليخاندرو بولانكو ماتا، أين قام المشاركون بالتراشق بمختلف الألوان على طول المضمار المخصص لهم والتي قدرت مسافته ب5 كلم. تظاهرة التراشق بالألوان وبقدر ما عكست أجواء الفرح في أوساط الطلبة المشاركين، إلا أنها كشفت من جانب آخر عن مدى تغلغل بعض الطقوس الدينية الدخيلة على المجتمع الجزائري وانتشارها بشكل يثير الكثير من التساؤلات، وعن الدافع من وراء تنظيم مثل هذه الاحتفاليات التي تحمل في ثناياها طقوسا غريبة، والأخطر من ذلك داخل الحرم الجامعي الذي يعد منبرا للعلم والمعرفة وليس فضاء لممارسة طقوس دينية، كما هو الشأن مع هذا "المارطون" المستوحى من الطقوس الدينية الهندوسية التي لاتزال تمارسها العديد من الدول على غرار الهند وبنغلاديش والنيبال، كلما حلّ فصل الربيع، وهو طقس ديني هندوسي بامتياز يسمى ب"عيد هولي" وتعني هذه العبارة بالإنجليزية "العيد المقدس". ويتم الاحتفال بهذا الطقس الديني عند انتهاء الشتاء وبداية فصل الربيع واختيار ليلة اكتمال القمر، وغالبا ما تتميز هذه الممارسات الدينية المستوحاة هي الأخرى من الأساطير والخرافات الهندوسية بدعوة المشاركين إلى التحرر من جميع القيود سواء كانت اجتماعية أو طبقية أو جنسية، أين يعمد المشاركون في هذا العيد المقدس لدى الهنود إلى رشق بعضهم بمختلف المساحيق والمياه الملونة، وهي ممارسات دينية تقام ليلة اكتمال القمر، وقبل اكتمال القمر بيومين يتم إشعال النيران في اعتقاد من الهندوسيين بما في ذلك البوذيين أنهم يحرقون الأرواح الشريرة، هذه المعتقدات الدينية التي وجدت طريقها إلى الجامعة الجزائرية، إلى حد تنظيمها بشكل رسمي داخل الحرم الجامعي، اختلف الكثير بشأنها ممن استطلعت "الشروق" رأيهم في الموضوع، بين من رأى أنها مجرد ترويح على النفس وبعث الفرحة والسرور في أوساط الطلاب، وبين من اعتبرها "مسخ" ومعتقدات دينية لا صلة لها بمجتمعنا الإسلامي ولا بمدينة تلمسان المحافظة على تقاليدها، فيما اعتبر البعض الآخر أن غياب التأطير في مثل هذه النوادي العلمية، هو ما جعل مثل هذه التظاهرات الدخيلة والغريبة تجد طريقها إلى الحرم الجامعي.