عادت هذه الأيام المطالب، الداعية إلى الرجوع إلى الطريق الوطني الالتفافي، والمتجه نحو جنوب ولاية ايليزي، وتحديدا بلديتي جانت وبرج الحواس، خصوصا بعد أن تأكد أن الطريق الوطني رقم 3، والذي اقترن اسمه بطريق الموت، وتزايد الحوادث القاتلة، خاصة على مستوى الشطر الرابط بين مدينة ايليزي، وجانت على مسافة 412 كيلومتر. ويعتبر اغلب مواطني، جنوب ولاية ايليزي، أن طريق امقيد، الذي يربط بلديتي برج الحواس، ببلدية برج عمر إدريس، مرورا بتراب ولاية تمنراست، وقرية امقيد التابعة لولاية تمنراست، هو الحل دون سواه، حيث يعتبر الطريق تاريخيا ومعروفا، رغم انه غير معبد، بكون هو شريان النقل نحو جنوب ولاية ايليزي، خلال السنوات التي سبقت فتح طريق جانت ايليزي، وعزز المطالب المتعلقة بفتح الطريق، بقاء النقاط السوداء على مستوى الطريق الوطني رقم 3، خاصة بعض المنحدرات التي أصبحت مكانا يصعب اجتيازه، بالنسبة للكثير من أصحاب المركبات الثقيلة، على غرار منحدر "سيرغاون"، الذي يعتبر اخطر منحدرات ولاية ايليزي، والذي حصدت العشرات وربما المئات من الأرواح على مدار سنوات، ولا يزال هذا الحصاد مستمر إلى اليوم. وكان طريق "امقيد"،الذي يعتبر الأسهل، كونه بدون منعرجات، أو تضاريس جبلية أو غيرها، مطلبا قديما، رفع من طرف المواطنين، وحتى المسؤولين والمنتخبين في مناسبات عديدة لكن كانت الاعتبارات الأمنية، وراء عدم الأخذ في الاعتبار لهذا المطلب، خاصة الفترة التي أعقبت العشرية السوداء، والتي اتخذت فيها قوات الجيش بعض المناطق، فضاءات عسكرية يمنع التحرك فيها، ومنع على الخواص لتلك الاعتبارات التي ربطت حينها بمخاوف السلطات من تعرض المواطنين،لقطاع الطرق والمجموعات المسلحة في تلك المناطق، بالنظر إلى شساعة المنطقة وصعوبة مراقبتها، وغياب ما يكفي من وسائل لمراقبة تلك المناطق، غير أن الأمر يختلف الآن بعد أن عززت القوات المسلحة، تواجدها في أغلب المناطق المحيطة بالطريق المذكور، حيث يرى المواطن العادي، أن فتح طريق امقيد، هو الكفيل بالتقليل من مجازر الطريق الوطني رقم 3 بين ايليزي وجانت، بل وتقريب المسافة بين جنوب الولاية ولاية ورقلة، كون الطريق يقلل في حدود 300 كيلومتر من المسافة الإجمالية بين الولايتين.