في الوقت الذي تحسن فيه أداء جهاز العدالة بولاية إيليزي في السنوات الأخيرة إجمالا من خلال الهياكل المتواجدة بكل من إيليزي مقر الولاية ومدينة جانت، أين يتواجد مجلس القضاء بعاصمة الولاية ومحكمتين بكل من جانت وإيليزي، وهي الهياكل التي تقدم خدمات عمومية في مجال اختصاصها والتي توصف بالجيدة، خاصة بعد تطبيق سياسة الخدمة القضائية بواسطة ما يعرف الشباك الموحد، والذي يسمح باستصدار أغلب الوثائق القضائية بمختلف أنواعها من خلال شباك واحد متواجد في مداخل تلك الهياكل. أصبحت الوثائق القضائية في متناول المواطن في أوقات قياسية، حيث أسهمت التحسينات في نوعية تلك المرافق وكذا عصرنة تجهيزاتها بواسطة الشبكة الوطنية للوزارة، ما أعطى صورة أفضل لأداء الجهاز عموما. في هذا الوقت يطفو إلى السطح مطلب إنجاز فروع قضائية بكل من بلديتي برج الحواس والدبداب بولاية إيليزي كمطلب ملح أكثر من أي وقت مضى لدى سكان المدينتين، حيث تبقى البلديتان الوحيدتان اللتان تفتقران لفروع تابعة لجهاز القضاء، بعد أن استفادت بلدية عين أمناس من محكمة شارفت على الانتهاء، والتي ستدخل الخدمة قريبا. والأمر نفسه بالنسبة لبلدية برج عمر إدريس بشمال الولاية والتي استفادت من مشروع لإنجاز محكمة، حيث أن مواطنيها لا يزالون يقطعون 750 كيلومتر للوصول إلى الهياكل القضائية من مجلس قضاء والمحكمة المتواجدة إلى حد الآن على مستوى اختصاص إيليزي. كما أن سكان بلديتي برج الحواس بدائرة جانت والدبداب الحدودية بدائرة عين أمناس، لا يزالون يتنقلون مئات الكيلومترات لاستصدار الوثائق القضائية على غرار شهادة السوابق العدلية رقم 3 وشهادة الجنسية أو باقي الوثائق من أحكام وغيرها، فضلا عن التنقل من أجل التقاضي، والذي لا يجري في الوقت الحاضر سوى بمحكمتي جانت أو إيليزي أو على مستوى مجلس القضاء، حيث يتوّجب قطع مسافة 450 كيلومتر بالنسبة لسكان الدبداب للوصول إلى مدينة إيليزي، و130 كيلومتر بالنسبة لسكان بلدية برج الحواس الذين يتنقلون إلى محكمة الاختصاص المتواجدة بجانت. هذا الوضع أصبح اليوم يثير مطالب سكان المدينتين بتقريب أجهزة القضاء إلى السكان مع التزايد الكبير لسكان البلديتين، حيث يظل حلم إنجاز محكمتين بمدينتي برج الحواس بجنوب الولاية والدبداب بشمالها أكبر ما يراود سكان البلديتين لتصبح بذلك خريطة الهياكل القضائية متواجدة في جميع بلديات الولاية، ولرفع الغبن عن 7700 مواطن يمثلون مجموع سكان البلديتين، حسب آخر إحصاء وطني.