يستعد الجيش الليبي، لخوض معركة تحرير سرت، من قبضة التنظيم الإرهابي المسمى داعش الذي يسيطر عنها منذ أكثر من عام بشكل تام، وقد اصدر قائد قوات الكرامة الفريق خليفة حفتر، أمس، قرارا يحمل الرقم 91 يتم بموجبه إنشاء غرفة عمليات بالمنطقة الوسطى لتحرير سرت، تقع بمنطقة ابوقرين ولها صلاحية انشاء غرف عمليات فرعية وفق ما تقتضيه الظروف الميدانية. ولمعرف الواقع الميداني تحسبا لهذه العملية العسكرية الكبرى التي جمعت لأول مرة بين منتسبي النظام السابق وقوات عملية الكرامة وجيش القبائل، اتصلت الشروق بأحد القادة الميدانيين لمعركة سرت العقيد امحمد المجذوب، المتواجد في منطقة زلة، والذي تحدث عن قوات داعش والتحضير للعملية. وأكد المجذوب في مستهل تصريحه للشروق، أن قوات حفتر حاولت تعطيل فرقة عسكرية بالجفرة وهي ستخوض معركة السيطرة على قاعدة الجفرة الجوية لتسهيل عملية الغطاء الجوي للقوات، مضيفا أن القوات في الجفرة يقودها زياد بلعم المعروف بارتباطه بالجماعات الإرهابية، قد تصدت للقوات، وهو يقف وراء التصفية الجسدية لأكثر من 400 من ضباط الجيش السابق، لكن مسألة السيطرة عليها أصبحت في حكم المؤكد. وأردف المجذوب في تصريحه للشروق ان اغلبية الأسلحة التي بحوزة الجيش الليبي حاليا من مخازن الجيش السابق ماعدا سيارات وعربات مدرعة، كما انه لا تتوفر لديهم أسلحة نوعية متطورة، لكن لديهم الإرادة في القتال، لأنها معركة وجود. وعن محاولة داعش التمدد غربا، قال المتحدث العسكري إن التنظيم يعمل على توفير ممرات آمنة لمقاتليه وطرق إمداد بالوقود والمؤونة، نافيا وجود أي تنسيق مع حكومة التوافق الوطني بقيادة السراج، وأن الأمر كله بيد الجيش الليبي بقيادة حفتر، اما بخصوص حراس المنشآت النفطية فكشف عن وساطات جارية لتحييدهم في هذه المعركة، ثم التفاهم معهم باعتبارهم وطنيين، ولا يرتبطون بالإخوان المسلمين. وأكد المجذوب بخصوص مقاتلي داعش ان التنظيم لديه في حدود 2000 مقاتل في سرت، ولديه أسلحة كيمائية ممثلة في غاز السارين ونتوقع أن يستخدمها كما استخدمها في سوريا، لأن السلاح الذي استخدم في سوريا من داعش هو من مخازن الجيش الليبي السابق، في معتيقة استولى عليها الإرهابيون، مضيفا أن الجيش يتحسب للأمر ولديه فرقة خاصة في التعامل مع أي تطور في هذا المجال. واعتبر المتحدث أن ما تروجه بريطانيا، بأنها تدرب قوات مرتبطة بالنظام السابق لمقاتلة داعش، هو أمر غير صحيح وهو دعاية مغرضة، لأن بريطانيا ساهمت في تخريب وتدمير القوات فكيف تدربها الآن، مؤكدا أنها تعمل على سرقة جهود الشعب الليبي الذي يقف وراء جيشه حاليا وتوحد بشكل كبير سواء قبائل أو منتسبي النظام السابق أو عملية الكرامة في معركة سرت، مضيفا أن المعركة لن تتوقف عند سرت، بل ستتمدد للغرب الليبي للقضاء على فجر ليبيا الوجه الآخر لداعش على حد تعبيره.