لا يزال فلاحو منطقة الطيبات التي تبعد بنحو 200كلم عن مقر الولاية من الجهة الشرقية وتتربع على مساحة تفوق 14628 كلم2، وخاصة الشباب منهم في حيرة من أمرهم بين التطلع إلى مستقبل المنطقة الفلاحي وتداعيات الثورة الفلاحية التي تشهدها المنطقة خلال العشر سنوات الأخيرة والكمية التي لا ترق إلى تطلعاتهم كل موسم نتيجة تأخر مرافقة الدولة ونقص الإرشاد الفلاحي والخبرة والاستغلال العشوائي للعقار الفلاحي. فإنتاج الدلاع بالطيبات ورغم الوفرة بالأسواق المحلية وعمليات جنيه لا تزال في البدايات الأولى إلا أن أسعاره بدأت تعرف تراجعا، قد يصل إلى 50 دج للكلغ، وقد يتهاوى في ظرف زمني قصير إلى 20 دينارا للكلغ الواحد في سوق الجملة، رغم الجودة العالية لذات المنتوج وهو وضع من المؤكد أنه سيكبد الفلاحين العديد من الخسائر، خاصة بالمناطق الفلاحية، التي اعتمدت على المحركات في سقي مزارعها أو تلك التي تعتمد على جلب الكهرباء من مسافات تتجاوز 03 كلم، بكوابل فوق الأرض، إضافة إلى تلك التي تعيش العزلة بسبب انعدام المسالك الفلاحية، ما يضطرهم إلى تأجير شاحنات الدفع الرباعي والتي تكلفهم الكثير من التكاليف أثناء نقل كل حمولة. وإن قصرت المسافة فهي لا تقل عن 1000 دج للحمولة الواحدة من المستثمرة إلى شاحنة التاجر ولو كانت مسافة 200 متر دون الحديث عن غياب التعاونيات الفلاحية بالمنطقة وما يسببه في البحث عن الأدوية والوقاية والمعالجة للكثير من الأوبئة ما يجعلهم يبحثون عنه في السوق السوداء وبأثمان باهظة قد يصل سعره إلى مليون سنتيم أو يتجاوزه. ويتطلع فلاحو الطيبات أن تلتفت المصالح الفلاحية والسلطات الولائية لمعالجة كل هذه النقائص التي صارت كل موسم سببا في ما يتكبدونه من خسائر، كما من شأنه أن يقف سدا منيعا في سبيل تطوير مختلف المنتجات الزراعية ومستقبل المنطقة الفلاحي. ويبقى أمل الفلاحين بالمنطقة قائما، إذا ما وجدت نداءاتهم الاهتمام والعناية اللازمين، خاصة بعد وعود السلطات والوالي المنتدب في أكثر من مناسبة بالاستماع إلى انشغالات الفلاحين والتكفل بها خاصة ما تعلق بكهربة المناطق الفلاحية، وفك العزلة ومد المسالك الفلاحية وتعبيد الطريق وإعادة الاعتبار للطرق المهترئة.