رغم الحديث عن الثورة الفلاحية التي حققتها منطقة الطيبات في السنوات الأخيرة، خاصة ما تعلق باستثمار العشرات من الشباب في زراعة البطاطا والدلاع والحبوب وإنتاج العسل وغرس مختلف الأشجار المثمرة ودخولهم غمار عالم الفلاحة من بابه الواسع، إلا أن عدة تعقيدات لا زالت تعترض الكثير من الشباب والفلاحين. ومعلوم أن مئات الفلاحين قد عادوا إلى قراهم ومداشرهم بعدما تم فك العزلة عنها بإنجاز طرق معبدة موصلة إليها، على غرار تعبيد الطريق الموصل لقرية بوطارة وكذا الشابي ببلدية النقر والجديدة الشرقية والجويني والسويهلة ببلدية الطيبات والخبينة ببلدية بن ناصر، وكذا تأسيس مجمعات مدرسية بهذه المناطق، على غرار المجمع المدرسي بالجويني والسويهلة وبوطارة وغيرها من المناطق، وهو ما ساهم وبشكل كبير في استقرار الفلاح بهذه المناطق بالتالي عودتهم إلى أراضيهم الفلاحية بعدما هجروها لسنوات والحديث عن التظاهرة الاقتصادية عيد الدلاع التي استقطبت العديد من المؤسسات المنتجة للمعدات الفلاحية والأدوية الوقائية في طبعاتها الأولى. ويشكو الفلاحون من بعض النقائص ويطالبون بتذليل الصعوبات لتطوير الفلاحة ومناسبة الولايات المجاورة في هذا المجال، حيث تشهد المنطقة تراجعا كبيرا في السنتين الأخيرتين بسبب غياب إستراتيجية واضحة لممارسة وتطوير العمل الفلاحي والتوجه نحو مستقبل الفلاحة الحقيقي فزراعة الدلاع الذي اشتهرت به منطقة الطيبات خلال السبع سنوات الماضية،عاد إلى الوراء لأسباب مختلفة، بسبب الاستغلال العشوائي للأراضي الفلاحية، ناهيك عن جهل الكثير من الفلاحين لطرق الوقاية وأصول العمل الفلاحي، خاصة أولئك الباحثين عن الربح السريع. ويتكبد الفلاحون خسائر جمة من دون الحديث عن المادة الأساسية إذا ما تمت مقارنتها بمنتوج البطاطا أو الحبوب زيادة على خسارة الكثير من العقار الفلاحي باعتبار أن الأراضي الفلاحية المخصصة لزراعة الدلاع تستغل مرة واحدة في العمر، أما زراعة البطاطا فرغم النتائج الجيدة المحققة، إلا أن غلاء البذور وغياب غرف التخزين وفوضى السوق جعلت مستقبلها يراوح مكانه، بل أن أسعارها كبدت الفلاحين خسائر بالجملة إذا علمنا أن أسعارها خلال الشهر الماضي وصلت إلى 10دج للكلغ الواحد، مما جعل الكير من الفلاحين يحولونها إلى علف للحيوانات. ويعاني الفلاحون بالطيبات من صعوبات خدمة الأرض ونقص الكهرباء ويناشدون السلطات المحلية والمصالح الفلاحية ربط مستثمراتهم بالكهرباء وهو ما لم يتحقق، على غرار المنطقة الفلاحية الواقعة بين الخبنا وبكار، والتي تضم أزيد من 30 مرشا خاصا بالبطاطا لكن أصحابة يعتمدون في سقي مزارعهم على جلب الكهرباء بطرق عشوائية وعلى مسافات تتجاوز 3 كلم، بالمقابل هناك محيطات ذات مياه مالحة لا تصلح لأي نوع من الزراعة عدا غراسة النخيل والتي قد لا تقاوم هي الأخرى بسبب شدة الملوحة وتم مدها بالخطوط الكهربائية مما يطرح أكثر من تساؤل، أضف إلى ذلك كله تأخر الدعم ومرافقة الدولة للشباب البطال التي اختار دخول غمار عالم الفلاحة. ولا يزال البعض ينتظر الدعم وشق المسالك وحفر الآبار في أراض لا تزال صحراء قاحلة مع غياب كلي للحملات التحسيسية، التي من المفروض أن تقوم بها المصالح الفلاحية، زيادة عن نقص التعاونيات والهياكل الجمعوية الفلاحية التي لو تحققت جميعها لتحولت الطيبات إلى جنة خضراء.