يواجه زوجان من البليدة تهما خطيرة أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة تتعلق بإعطاء مواد مضرة نتج عنها عجز عن العمل لمدة تتجاوز 15 يوما مرتكب من طرف أحد الأصول وجنحة النصب والاحتيال باللجوء الى الجمهور إضرارا بفلذة كبدهما البالغة سبع سنوات. لطفلة مريم التي تزاول دراستها بالسنة أولى ابتدائي تعرضت شهر ماي من العام الفارط لالتهاب في الزائدة الدودية ما استدعى خضوعها لعملية جراحية مستعجلة بإحدى العيادات الخاصة، وبعد ثلاثة أيام من خروجها من المصحة صارت تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، والتقيؤ ما تتطلب إدخالها مصلحة طب الأطفال بمستشفى بن بولعيد من أجل علاجها وكشفت الفحوصات اصابتها بميكروب على مستوى الدم، وتلقت علاجا بالمضادات الحيوية امتثلت بعده للشفاء وغادرت نحو منزلها، غير أن الاضطرابات والحمى صارت تعاودها كل مرة لتقوم والدتها "32 سنة" بإعادتها الى المستشفى، ماجعل شكوك الأطباء تحوم حول حول وجود شيء ببطن الطفلة جراء العملية الأولى، وقرروا إجراء عملية جراحية ثانية لم تمكن من تشخيص دائها خصوصا وأنهم لم يعثروا على أي تقيح او التهاب، وتدهورت حالتها كثيرا ومكثت ما يقارب تسعة أشهر بمستشفى بن بولعيد وصارت الشكوك تحوم حول أم الفتاة بأنها تفتعل "المرض الغريب" وقرر الطاقم الطبي مراقبتها ووضع إحدى المقيمات بالمستشفى لمراقبتها وتم توقيف الدواء عن المريضة دون علم والدة "مريم" واستبداله ب"السيروم" ، في حين أكدت الشاهده أنها رأت المتهمة في قضية الحال وهي قادمة من مرحاض الغرفة وتتوجه نحو ابنتها لتزودها بحقنة بها سائل شفاف على مستوى الذراع، وفور ذلك ساءت حالة الطفلة وارتفعت حرارتها بمعدل 41 واتضح ان المرض "مفتعل" وقرر الأطباء إلغاء سفرية الطفلة نحو فرنسا بعدما تكفلت الدولة بعلاجها وإخراج الطفلة من المستشفى ومتابعتها بموعد طبي كل خمسة أيام وايداع تقرير لدى مصالح الأمن الحضري الرابعة بالبليدة التي افتتحت تحقيقا معمقا في القضية وايداع الأم رهن الحبس، وحسب ملف القضية فإن الضحية تحسنت حالتها منذ دخول والدتها السجن . ومواصلة للتحقيقات تبين أن والد الطفلة "42 سنة" الذي يشتغل كساع للبريد وزوجته قدا باشرا حملة عن طريق الانترنت لجمع التبرعات لنقل ابنتهما للخارج من أجل العلاج، بعرض صور المريضة وهي على فراش المستشفى بمواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وكذا مقطع فيديو على اليوتيوب، ومكنت العملية من جمع إعانات مالية معتبرة بالعملة الوطنية قدرت ب 330 مليون سنتيم ومبلغ 2000 أورو بالعملة الصعبة.. ملف القضية أحيل على محكمة الجنايات بالبليدة ومن المنتظر النظر فيه بداية جوان القادم