توفي، أمس، شوقي مصطفاي (96 سنة)، وهو أحد أعضاء الهيئة التنفيذية المؤقتة التي أدارت شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية (19 مارس 1962/ 05 جويلية 1962)، وإحدى الشخصيات الوطنية التي ناضلت ضمن صفوف حزب الشعب الجزائري، بزعامة مصالي الحاج. ويعتبر شوقي مصطفاي من الشخصيات الثورية المثقفة. فقد حصل على البكالوريا في عام 1938، وكان طبيب عيون، وقياديا في حزب الشعب، فضلا عن ترؤسه جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا في عام 1943، قبل أن يصبح مستشارا سياسيا لوزير الحربية في الحكومة المؤقتة، كريم بلقاسم في عام 1958. بعد توقيع الحكومة المؤقتة على اتفاقيات إيفيان، اختير مصطفاي الذي ولد بالمسيلة، ليكون ضمن فريق الهيئة التنفيذية المؤقتة، التي ترأسها الراحل عبد الرحمن فارس، وقد كلف بإدارة الشؤون العامة، غير أنه اعتزل الحياة السياسية بعد الاستقلال، لكونه كان محسوبا على كريم بلقاسم وعلى جماعة الحكومة المؤقتة عامة. ويعتبر الراحل من الشخصيات التي تعرضت للتهميش بعد الاستقلال، نظرا إلى مواقفه السياسية، فقد سبق للراحل أن أدلى بشهادة مسجلة في إطار الفيلم الذي أنجزه شريف عقون عن حكومة "روشي نوار"، مفادها أن جماعة الحكومة المؤقتة تنصلت من الموافقة التي أعطتها لأعضاء الهيئة التنفيذية في فتح أبواب التفاوض مع المنظمة السرية التي كانت تسعى إلى تدمير اتفاق إيفيان وإدخال الجزائر في دوامة عنف و يوارى الفقيد الثرى ظهيرة الإثنين بمقبرة عين البنيان بالعاصمة.