قام المخرج شريف العقون من خلال الوثائقي "روشي نوار" الذي عرض أمس الأول بقاعة ابن زيدون بإماطة اللثام عن فترة حرجة وحساسة في تاريخ الجزائر، وهي الفترة الفاصلة بين إقرار اتفاقية افيان والإعلان الرسمي عن الاستقلال من خلال تطرقه إلى عمل وظروف تنصيب أعضاء الهيئة التنفيذية المؤقتة بقيادة عبد الرحمان فارس. أهمية العمل الذي قام بع شريف عقون تظهر في كم الشهادات التي حملها الوثائق من أفواه صانعي الأحداث من أعضاء الهيئة وشهود المرحلة بما فيهم مسؤول الشرطة الفرنسية في تلك المرحلة والسفاح جون جاك سيزيني . كشف المحامي علي هارون وعضو فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا أن عبد الرحمان فارس كان له دور كبير من خلال نفوذه وشبكة علاقاته الواسعة مع الوسط الفرنسي بحكم مهنته "موثق" وقد تمكن من تقديم معلومات مهمة للثورة وقد كانت له علاقات وطيدة مع جون عمروش المبعوث أو الوسيط الذي أوفدته الإدارة الفرنسية للقاء قيادات الثورة، وأضاف علي هارون أن عبد الرحمان فارس تمكن عن طريق رجل أعمال من سطيف يدعى سرفاتي من تمويل الولايات الأولى، الثانية والثالثة. يتوغل فليم "روشي نوار" في نقل حقائق لا يعرفها الجمهور العريض عن فترة من تاريخ الجزائر وعن رجل لا نعرف عنه أيضا الكثير"عبد الرحمان فارس" كما يبدو من خلال الوثائقي ومن خلال شهادة ابنه مراد فارس كان الرجل الذي أنقذ القصبة من تفجير المنظمة السرية التي فتحت معها الهيئة التنفيذية المؤقتة أبواب الحوار باستشارة الحكومة المؤقتة حسب شهادة الدكتور شوقي مصطفاي الذي أكد أن جماعة الحكومة المؤقتة تنصلت من الموافقة التي أعطتها لجماعة الهيئة التنفيذية في فتح أبواب التفاوض مع المنظمة السرية التي كانت تسعى لتدمير اتفاق إيفيان وإدخال الجزائر في دوامة عنف وهنا يؤكد مصطفاي بشيء من الاستياء قائلا "ندمت لتزكية بن خدة في حزب الشعب عام 1941 وندمت لأنني دعمت عام 1947 بن بلة في لجنة حزب الشعب وبومدين كان عمره16 سنة وكان يحمل شارة حفظ الأمن عندما كنت ألقي خطاباتي في التجمعات الانتخابية" كيف يتهمك رفقاء النضال بالخيانة. الفيلم تضمن أيضا شهادة جون جاك سوزيني الذي قال إنه هدد عبد الرحمان فارس باستئناف الأعمال العسكرية في اقرب وقت ويكشف الوثائقي آن المنظمة السرية اضطرت للتفاوض مع الجزائريين خاصة بعد توقيف جزء كبير من الأذرع الأمنية التي كانت تسريها أمثال صالان وجوهر وغيرهم. هذا إلى جانب شهادة مسؤول الشرطة الفرنسية في تلك الفترة والذي أكد أن المنظمة ارتكبت في 6 أشهر أربعة أضعاف ما قامت به جبهة التحرير في 6 سنوات. ويضيف الوثائقي أن عبد الرحمان فارس والهيئة التنفيذية قامت بعمل جبار ليس فقط في ضمان السير الحسن لاستفتاء الاستقلال لكن أيضا لتسهيل إدماج الإطارات الجزائرية في الإدارة إلي خلفها الاستعمار. هذا وأكد مخرج العمل للشروق على هامش العرض أن الفيلم الذي أنتج في إطار الاحتفال بخمسينية الثورة لم يعرض على الجمهور من قبل وهذا لان دائرة السينما في "لارك" لا تقوم بعملها وتفضل إبقاء الأعمال في الإدراج غم أنها أنتجت بأموال الدولة وصرفت فيها الملايير مؤكد أن فيلم" الروسي" نوار أدخلت عليه تعديلات في تركيب النهاية بدون الرجوع إليه كما أكد المخرج أن الأرشيف يبقى العقبة الكبيرة أمام الراغبين في انجاز أفلام عن الثورة.