باركت جمعيات مرضى السكري قرار وزارة التجارة القاضي بتخفيض نسبة السكر في المنتجات الغذائية، وهذا استجابة لتوصيات المنظمة العالمية للصحة التي قامت بتحقيق معمق حول الأغذية التي يستهلكها الجزائريون، وتفاجأت بارتفاع نسبة السكر في المواد الاستهلاكية بنسبة تتجاوز أربعة أضعاف ما هو منصوص عليه صحيا وقانونيا. أكد رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر فيصل أوحادة أن قرار وزارة التجارة جاء متأخرا، غير أنه مفيد للجزائريين، وأضاف أن جمعيته راسلت الوزارة مرات عديدة لوضع قانون يضبط ويحدد نسبة السكر "الصحية" التي يجب تواجدها في المنتجات الاستهلاكية، معتبرا أن ما تصنعه المصانع الجزائري هي أغذية مشبعة بالسكري، وأنتجت شعبا مدمنا على استهلاك السكريات بمختلف أشكالها بداية من العصائر والمشروبات الغذائية والمرطبات والحلويات وحتى العجائن وحلويات الأطفال ومشتقات الحليب التي تصنع جميعها بعيدا عن أعين الرقابة . وكشف محدثنا أن الجزائريين باتوا شعبا مدمنا على استهلاك السكري منذ الصغر، وهذا ما يفسر ارتفاع الإصابة بمرض السكري الذي تحوّل إلى وباء في الجزائر، حيث يتجاوز عدد المصابين بهذا المرض 04 ملايين جزائري، والأمر الخطير حسب المتحدث هو تسجيل 15 ألف إصابة كل عام حيث تعتبر الأغذية المشبعة بالسكر السبب الأول في الإصابة، ما جعل الأطباء ينصحون في كل مرة المرضى بضرورة اتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على الخضر والفواكه، والابتعاد نهائيا على المنتجات المشبعة بالسكر. وطالب فيصل أوحادة وزارة التجارة بضرورة إعداد برنامج وطني لضبط نسبة السكري في جميع المنتجات بداية من حلويات وأغذية الأطفال، حيث يبدأ التعوّد على استهلاك السكري في سن مبكرة، "إذا تعوّد الإنسان على استهلاك السكر منذ الصغر فإن هذه العادة السلبية ستكبر معه حتى يموت، ويكون معرضا للإصابة بمرض السكري في سن مبكرة..".