تتوفر ولاية الوادي على ثروة هامة من الإبل، تقدر بأزيد من 49000 رأس، إلا أن هذه الثروة تعاني التسيّب والإهمال، لدرجة أنها باتت حسب ملاكها مهددة بالانقراض والزوال، وذلك جراء جملة من العوامل التي يتحملها الإنسان باعتباره المتسبب الرئيسي في حصولها. نتيجة لهذه المشاكل التي جعلت ملاك الابل في ولاية الوادي يضيقون ذرعا، طالبوا بضرورة الاهتمام بهذه الثروة، وحمايتها من المخاطر التي أصبحت تهددها بالانقراض، والزوال لما لها من أهمية في الاقتصاد المحلي. وقد ذكر عدد من رؤساء الجمعيات المعتمدة والمهتمة بهذه الثروة، في تصريح للشروق أن من بين أبرز المشاكل التي يعانيها مربو الإبل بالوادي، هو انحسار المراعي بفعل زحف المستثمرين والفلاحين عليها، وتحويل معظمها إلى مزارع وحقول لزراعة البطاطا، على غرار ما حصل بعدة صحاري كصحراء الصليعاء الهزبري، الصيادة، المالحة، طرومة، الببوش، زغطوط والضبيعي وغيرها من الصحاري المتواجدة على الحدود مع ولايات خنشلةوبسكرةوتبسة، وهي وضعية جعلت الإبل تلجأ إلى مزارع الخواص غير المحاطة بالسياج، لتقتات منها الأمر الذي يعرضها للحجز ومطالبة ملاكها بالتعويض عن الأضرار التي تلحقها بمزارعهم. وإلى جانب هذا يطرح مربو الابل بالوادي، مشكل انعدام وجود آبار رعوية، بعد أن كان عددها لا يقل عن 8 آبار استحوذ عليه فلاحون، وضموها إلى مزارعهم، ولم يبق منها سوى بئر الضبيعي ببلدية بن قشة الحدودية، وهو وضع يعرض الإبل للعطش والهلاك، ويمثل الطريقان الوطنيان رقم 48 الرابط بين ولايتي بسكرةوالوادي، ورقم 16 الرابط بين ولايتي تبسةوالوادي،هاجسا كبيرا لملاك الإبل الذين تحدثوا عن هلاك إبلهم بشكل يومي تقريبا عبر هذين الطريقين، جراء تعرضها للدهس بواسطة المركبات والشاحنات الكبيرة، والمقطورة، ما جعلهم يتكبدون خسائر مادية جسيمة، واعتبره هؤلاء المربون نوعا من الإبادة التي تتعرض لها إبلهم، وهي تهمة يرفضها العديد من أصحاب الشاحنات، ويطالبون بوضع علامات عاكسة للضوء على رقاب الإبل أو في أذنابها، لتمكينهم من رؤيتها من بعيد لتفاديها. وتبدي جمعيات تربية الإبل بالوادي، قلقا كبيرا بخصوص خندق تصريف المياه القذرة والمياه الزائدة، الممتد لعشرات الكيلومترات، نحو المصب النهائي ببلدية سيدي عون، الذي فصل إلى ضفتين المناطق الرعوية الواقعة شمال غرب الولاية، عن المناطق الرعوية الواقعة شمال شرق الولاية، حيث لم تعد الإبل قادرة على اجتيازه مما تسبب في نفوق العشرات من الرؤوس، التي انزلقت في مياه المصب العميقة في محاولتها شرب المياه، رغم أنها ملوثة وخطيرة. وأمام جملة هذه المخاطر، التي تهدد ثروة الإبل تناشد جمعيات تربية الإبل بالوادي الجهات المختصة بضرورة التحرك والتدخل لإيجاد حلول ناجعة، وفعالة في أقرب الآجال، من شأنها أن تحافظ على سلامة إبلهم والتي يعتبرونها مصدر رزقهم الوحيد.