دق مربّو الإبل بمنطقة الوادي ناقوس الخطر عقب هلاك نحو 300 رأس من الإبل منها 50 ناقة حاملا بصحراء الجهة الشرقية من ولاية الوادي نتيجة شربها لمياه ملوثة، ما أثار حالة من الهلع في وسط المربين الذين هددوا بالاحتجاج على هذا الموت الغريب لثروة الإبل التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد، غير أن مصالح الفلاحة والبيطرة سارعت لاحتواء الأزمة من خلال فتحها لتحقيق عاجل لمعرفة الخلفيات الحقيقية لحالات النفوق الغامضة المسجلة. وحسب تصريحات عدد من المربين ل”الفجر”، فإن السبب يعود بالأساس إلى المصب النهائي لمشروع التطهير الذي يصب في بحيرة المياه على بعد 17 كم من بلدية سيدي عون، المكان الذي كانت سابقا الإبل تشرب منه. غير أن المصب النهائي للمياه القذرة الموجود بجوارها حولها إلى بحيرة ملوثة وأدى شرب الإبل منها إلى نفوقها ومرض الكثير منها. وأمام هذا الوضع طالب المربون السلطات الولائية بالتدخل لإنقاذ ثروة الإبل بالمنطقة. وذكر رئيس الجمعية الوطنية لتربية الإبل بولاية الوادي ل”الفجر” أن عشرات رؤوس الإبل غرقت مؤخرا في المصب النهائي للمياه القذرة الذي يشكل واديا كبيرا مفتوحا وعريضا في الصحراء الشمالية لبلدية سيدي عون. وحسبهم فإن خندق تصريف المياه القذرة والمياه الزائدة الممتد على عشرات الكيلومترات نحو المصب النهائي المفتوح فصل المناطق الرعوية الواقعة شمال شرق الولاية عن المناطق الرعوية الواقعة شمال غرب الولاية، حيث لم تعد لا الإبل ولا الماشية الأخرى قادرة على اجتيازه من ضفة إلى أخرى، بل وأدت إلى نفوق العشرات من الجمال والنوق التي حاولت الاقتراب من مياه المصب العميقة بقصد شربها رغم أنها خطيرة وملوثة. وهو الكلام الذي أكده مدير المصالح الفلاحية ل”الفجر” والذي أوضح بأن نفوق عدة رؤوس من الإبل وخاصة النوق الحوامل، مضيفا أن مفتشية البيطرة تنقلت إلى عين المكان وأخذت مخابر التحليل عينات من الإبل الميتة في المياه القذرة وعينات أيضا من مياه المصب بقصد التأكد من درجة تلوث المياه وخطرها على الماشية، وكذلك الأمراض الفاتكة التي يمكن أن تسببها الإبل والماشية التي نفقت في مياه المصب. وحملت بعض جمعيات المجتمع المدني وزارة الموارد المائية مسؤولية التلاعب بمشروع التطهير الذي انطلق سنة 2004 ضمن برنامج رئيس الجمهورية بغلاف مالي فاق 3200 مليار سنتيم، الذي كان من المفترض أن ينتهي سنة 2008 ولكنه لحد الساعة مازال يعرف تأخرا كبيرا، وتساءلت الجمعيات عن أسباب جعل المصب يبدأ 15 كلم شمال مركز بلدية سيدي عون في منطقة رملية نفوذة مما يعيد ظاهرة صعود المياه إلى الواجهة من جديد، عوض أن يكون المصب النهائي في شط الحلوفة على مسافة 60 كلم أو أكثر شمال تراب الولاية. ويتخوّف المربون من أن يؤدي هذا الوضع إلى هلاك جماعي لثروة الإبل بالمنطقة، خاصة وأن هذه الثروة عرفت في السنوات الأخيرة تراجعا كبيرا بسبب هجر الكثير من المربين لها وتوجههم نحو الحقل الفلاحي لزراعة البطاطا التي يرونها أكثر ربحا، وعليه يطالبون الجهات المختصة بضرورة التحرك العاجل لحماية ثروة الإبل التي تعتبر أحد الرموز الدالة عن أصالة منطقة سوف.