دعت معظم الصحف الصادرة في طهران النخب الإيرانية إلى انتهاز فرصة تنظيم الأسبوع الثقافي الجزائري في إيران والقيام بدور تفاعلي يناسب حجم العلاقات التاريخية بين الجزائروإيران، واعتبرت الأسبوع الثقافي الجزائري الذي سيقام بداية ماي القادم حلقة مهمة في تطوير العلاقات الثقافية بين إيران العالم العربي. على غير عادتها، تخصص منذ فترة الصحف الإيرانية مساحات هامة للثقافة الجزائرية والتعريف بها للجمهور الإيراني، معتبرة أن فرصة إقامة الأسبوع الثقافي الجزائري في إيران حدثا هاما، كونه يساهم في تعزيز التواصل بين الثقافتين الإيرانيةوالجزائرية، ويسمح بمد الجسور بينهما، ويسمح للثقافة الجزائرية بالتواصل مع الثقافة الآسيوية ويمنحها فضاءات استراتيجية جديدة .وقد أسهمت بعض الصحف في التذكير بأهمية هذا الموعد الثقافي، معتبرة إياه انه يأتي بعد التقارب السياسي بين الجزائروطهران، وتجاوز أزمة التسعينيات من القرن الماضي، مؤكدة على أن هذا الحدث يأتي بعد التفاعل الاقتصادي والحضور الاقتصادي الإيراني في الساحة الجزائرية بداية من المشاركة القوية للشركات الإيرانية في طبعات معرض الجزائر الدولي، مذكرة بالأهمية الاستراتيجية التي توليها طهران للجزائر، ليس من الناحية السياسية فقط بل من الجوانب الاقتصادية والثقافية أيضا. كما ذهبت بعض الصحف إلى دعوة المثقفين الإيرانيين إلى المراهنة على هذا الموعد، لأنه بوابة مهمة نحو فضاء المغرب العربي، يأتي كمرحلة ثانية بعد التقارب وانفتاح الثقافة الخليجية على الثقافة الإيرانية من خلال المؤسسات الثقافية المؤثرة في الخليج العربي.وقد توقفت العديد من المقالات عند نتائج الأسبوع الثقافي الإيراني الذي أقيم في الشهور الماضية بالجزائر، مشيرة إلى كون الحدث أزال الكثير من العقبات وكشف عن مواهب مهمة عند الطرفين تحتاج إلى رعاية واهتمام، وأن هناك تقبلا كبيرا عند الجمهور الجزائري للإبداع الإيراني، كما اعتبرت أن الأسبوعين يمهدان إلى حضور ثقافي كبير ومهم للثقافة الإيرانية في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011. من جهة ثانية، أشارت بعض الصحف إلى التاريخ المشترك بين الجزائروإيران، كون الجزائر كانت المهد الأول لقيام أول دولة لآل البيت، ممثلة في الدولة الفاطمية، التي كانت ولاية ميلة مهدها ومنطلقها، ومن ثمراتها مدينة المسيلة، معرجة على فترة ما قبل وما بعد قيام الثورة الإسلامية في الثمانينيات، مشيدة بالموقف الجزائري آنذاك، وأن الخميني كان يعتبر الجزائر أول بلد يلجأ إليه بعد فرنسا، مذكرة بدور الجزائر في أزمة الرهائن الأمريكيين، والدور الكبير الذي قام به السفير الجزائري بواشنطن آنذاك، داعية إلى ضرورة استغلال هذا التاريخ المشترك لصالح الانفتاح على الثقافة الإيرانية، كونها عرفت تغييرات كبيرة، وأن إيران ليست مسألة ملفات نووية فقط، بل تاريخ قديم وحاضر مشبع بالإبداع، كما دعت إلى ضرورة أن يكون الاتفاق الثقافي الذي سيوقع بين الجزائروإيران فرصة لأعمال مشتركة في مجالات الطبع والترجمة والسينما وفن المنمنمات وغيرها من الفنون.