هذه هي نتيجة المشاريع الفوضوية تصوير/ علاء بويموت استيقظ مواطنو الأربعطاش بولاية بومرداس الجمعة على هول كارثة طبيعية لم يحدث وأن عاشوها حتى خلال زلزال 21ماي 2003، جرّاء انزلاق التربة بالقرب من الطريق السيار شرق- غرب مخلفا وراءه عشرات المنكوبين الذين انهارت سكناتهم بالكامل وخسائر مادية فادحة قُدّرت بالملايير. * * * أصابع الإتهام موجهة لمشروع الطريق السيار شرق - غرب * * الحادثة وقعت في حدود الساعة السادسة صباحا حين ارتدت الأرض بالقرب من حي سيدي منصور المتواجد ببلدية الأربعطاش جنوب ولاية بومرداس، قبل أن يفر السكان للخارج وفي لحظة قصيرة تحولت أزيد من 25 بناية إلى ركام وانهارت 5 اصطبلات لتربية الأبقار والدواجن على رؤوس الحيوانات، وانشقت الأرض على طول 3كيلومترات وكأنها زلزال محدثة انشقاقات عميقة جدا بباطن الأرض، كما أتلفت هكتارات من المحاصيل الزراعية من مختلف الخضر. وتسبب الوضع أيضا في عزل حي سكني يأوي أزيد من 60 بناية بعد أن تشققت الأرض وفصلته عن حي سيدي منصور. * ولهول الحادثة، أصيب سكان المنطقة بحالة من الهستيريا والهلع، وأعادت الحادثة إلى أذهانهم الذكريات الأليمة للزلزال المدمّر في 2003، حيث تكفّلت السلطات المحلية بعد إجلائهم من السكنات المنهارة من قبل أعوان الحماية المدنية وشباب الحي وتم إيوائهم بالمدرسة الإبتدائية "بومية محمد" وروضة الأطفال التابعة لها بالقرب من مقر البلدية. * وفي انتظار إعداد تقرير مفصل من قبل الخبراء الذين عاينوا أمس موقع الحادثة "الأولى من نوعها" فقد تباينت الآراء حول الأسباب الحقيقية وإن كانت أصابع الإتهام كلها موجهة لمشروع الطريق السيار شرق _غرب في شطره الغربي جراء أشغال الحفر التي فاق عمقها 100متر. -بشهادة المواطنين- عرفت المنطقة هزات ارتدادية سالفا وانزلقت التربة في بعض النواحي وهو ما دفع بالسكان إلى إشعار البلدية، وكانت هذه الأخيرة قد أعدت تقريرا مفصلا شرحت فيه الوضع الخطير وراسلت الولاية، حسب ما أكد لنا نائب البلدية أمس، لكن يبدو أن لا أحد أخذ بعين الاعتبار هذا المشكل. * فيما رجحت بعض المصادر أن السبب قد يكمن في التصدعات التي خلّفها زلزال بومرداس 2003 والهزات الارتدادية التي تلتها، وقد تكون برأيهم رطوبة التربة بحكم موقعها بالقرب من سد الحميز شأنا في ذلك. وفي محاولتنا لمعرفة الأسباب الحقيقية تحدثنا إلى الخبراء الأجانب الذين وجدناهم بعين المكان لكنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريح واكتفوا بالقول إن الأمر يتعلق بانزلاق للتربة، ووجهونا للوكالة الوطنية للطرق السريعة لأخذ المعلومات الكافية بعد إتمامهم من إعداد تقرير مفصل.