اندلعت، أمس، شرارة الغضب في أوساط أصحاب البناءات الجاهزة في الشلف، حيث دخلوا منذ صباح أمس في حركة احتجاجية تخللتها أعمال شغب وتخريب طالت مراكز إدارية وهيئات عمومية، جرح خلالها عشرات الاشخاص، كما اعتقلت قوات مكافحة الشغب في غضون ذلك عشرات الشباب ولم تهدأ أعمال الشغب والعنف إلا بعد الزوال. وجاءت هذه الحركة الاحتجاجية الأولى من نوعها بولاية الشلف منذ توقيف المسار الانتخابي عام 1992 بالتزامن مع محاكمة رئيس تنسيقية البناءات الجاهزة محمد يعقوب المتابع قضائيا من قبل والي الولاية بتهمة القذف على خلفية البيانات المتتالية التي مافتئ يطلق خلالها تصريحات نارية اتهم فيها السلطات الولائية بالوقوف حجر عثرة في طريق تعويض أصحاب البناءات الجاهزة الذين يطالبون بتطبيق المرسوم الرئاسي الصادر في ديسمبر 2006 والقاضي بتعويضهم ب10ملايين سنتيم كإعانة وقرض بنكي بنفس المبلغ. وظهر منذ الساعات الأولى من الصباح أن شيئا ما سيحدث خصوصا مع الجموع والحشود الكبيرة من أصحاب البناءات الجاهزة الذين تجمعوا أمام مبنى المحكمة وجاؤوا للتضامن مع رئيس تنسيقية البناءات الجاهزة وحضور محاكمته وسط إجراءات أمنية مشددة، التي كان واضحا منذ البداية أن شرارة واحدة صغيرة كافية لإشعال نار الغضب في أوساطهم، وهو ما حدث، إذ بمجرد حدوث مناوشات صغيرة بين بعض الشباب ورجال الأمن حتى اندلعت أعمال الشغب حيث تحركوا من أمام المحكمة وانطلقوا في مسيرة حاشدة سادها في بداية الأمر بعض الهدوء قبل أن تندلع أعمال الشغب بمجرد الابتعاد عن مقر المحكمة، حيث شرع الشباب في رشق قوات الأمن ومكافحة الشغب بالحجارة وإشعال العجلات المطاطية، علما انه حدثت الأسبوع الماضي مسيرة حاشدة في أعقاب النطق بتأجيل محاكمة رئيس تنسيقية البناءات الجاهزة إلى نهار أمس، غير أنها لم تشهد أعمال شغب كالتي حدثت نهار أمس، حيث أحدث المحتجون الذين كان أغلبهم من الشباب والمراهقين، تخريبا واسعا في عدد من بنايات الهيئات الإدارية على غرار البنك الخارجي الجزائري، مقر الجمارك إضافة إلى إضرام النيران في شاحنة إطفاء تابعة للحماية المدنية. هذه الحركة الاحتجاجية لم تهدأ إلا بعد الزوال بعد أن تمكنت قوات مكافحة الشغب من مطاردة المحتجين، مستعملة في ذلك الغازات المسيلة للدموع، حيث أوقفت خلالها عشرات الشباب الذين كانوا في مواجهة مباشرة معها من خلال الرمي بالحجارة وإشعال العجلات المطاطية، علما أن هذه الاشتباكات أدت إلى إصابة عديد منهم أيضا بجروح نقلوا على إثرها إلى مستشفى أولاد محمد من أجل تلقي العلاج. ورفع المتظاهرون خلال هذه الحركة الاحتجاجية شعارات تطالب بالاستجابة لمطالب ساكني البناءات الجاهزة، إضافة إلى رحيل الوالي الذي اعتبروه المسؤول الاول عما حدث. ودخلت مدينة الشلف بفعل ذلك في سبات غير عادي حيث أغلقت كل المحلات وتوقفت حركة النقل، بعد أن سد المتظاهرون كافة مداخلها وأجبر أصحاب الحافلات المتوجهة العابرة نحو غرب عاصمة الولاية أو شرقها إلى اعتماد طرق أخرى أثرت كثيرا على المسافرين الذين وجدوا أنفسهم عرضة للضياع وسط عصابات اللصوص الذين وجدوا نهار أمس الفرصة سانحة حيث تعرض عشرات المواطنين إلى اعتداءات بالجملة فقدوا خلالها بعضا من أموالهم وهواتفهم النقالة بعد أن سلبت منهم تحت الاكراه والضغط بالسلاح الابيض.وتعد أعمال الشغب التي اندلعت أمس نتاجا طبيعيا لمعاناة ساكني البناءات الجاهزة لمدة 28 سنة منذ زلزال اكتوبر1980والذين وصلوا إلى مرحلة اليأس من الاستجابة إلى مطالبهم القاضية بالتعويض، اضافة الى رفضهم مقترح السلطات ترحيلهم الى المدينةالجديدة الجاري إنجازها حاليا، حيث اعتبروا ذلك تكسيرا وتهديما للأواصر الاجتماعية التي نمت بينهم خلال المدة المذكورة، وشبه شهود عيان في تصريحات للشروق أن مخلفات أعمال الشغب ذكرت سكان الشلف بزلزال 1980.للإشارة، أجلت أمس، محكمة الشلف، محاكمة محمد يعقوب رئيس تنسيقية البناءات الجاهزة إلى غاية 11 ماي المقبل بالنظر إلى أحداث الشغب التي اندلعت في الولاية، ويتابع هذا الشخص من قبل والي الولاية بتهمة القذف.